السؤال
منح الله أختي الصلاة، ولكن تمر أيام وينتابها كسل وفي نفس الوقت تكون في تأنيب نفسها لماذا لم أصلي، في حين آخر تواظب وحتى تصلي قيام الليل وتقرأ القرآن، كيف يمكنها أن تتغلب على الشيطان، زوج أختي لا يصلي، مع العلم بأنه مواظب على عمل الخير والحمد لله يحظى بمحبة الجميع يصوم ويزكي، ولكن لا يصلي زوجته تحدثه على ذلك فيقول لها ليس كل شيء الصلاة يكفي عدم المس بالآخرين، مع العلم بأنه يحث زوجته على أن تصلي في الوقت ولا يرغب أن تؤجل صلاتها لأي سبب، فأرجو المساعدة والدعاء له ولعامة المسلمين بالهدايه والتقوى؟ جزاكم الله خيراً .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة عمود الدين، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، وهي صلة بين العبد وربه، فمن قطعها فقد قطع الصلة بينه وبين ربه وخالقه، ومن قطع هذه الصلة فقد خسر خسراناً مبيناً. والواجب على من ابتلي بترك الصلاة أو التقصير فيها أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة نصوحا، وأن يتذكر أن ترك الصلاة سبب الويل والعذاب والنكد في الدنيا وفي الآخرة، وسبب لتسلط الشيطان الرجيم على العبد، وأهم الوسائل التي تعين المسلم والمسلمة على المحافظة على الصلاة هي:
1- مصاحبة الصالحين فإنهم يعينون المرء على الخير ويبعدونه عن الشر.
2- حضور دروس العلم والمواعظ في بيوت الله حتى يخشع القلب، وسماع الأشرطة الدينية النافعة، وقراءة الكتيبات والمطويات التي تتحدث عن الصلاة ونحوها.
3- الابتعاد عن كل ما يشغل ويلهي عن الصلاة.
4- التزام الدعاء بصدق في التوفيق للمحافظة والمداومة على الصلاة في أوقاتها.
5- الإكثار من الذكر والاستغفار والتسبيح وقراءة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
6- تذكر العقوبة التي تترتب على ترك الصلاة وهي غضب الله والعقاب بجهنم وبئس القرار.
وزوج أختك الذي لا يصلي على خطر عظيم. وقوله: ليس كل شيء الصلاة، مغالطة من الشيطان ليصده عن الله تعالى وعن الصلاة، ولا شك أن الدين لا ينحصر في الصلاة، ولكنها عموده وأساسه؛ كما أن التعامل الحسن مع الخلق أصل في الدين، ولكنه ليس هو كل شيء أيضاً. ونحن مأمورون بأخذ الدين كله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً {البقرة:208}، أي خذوا الإسلام من جميع جوانبه، وقد توعد الله تعالى بني إسرائيل على أخذهم لبعض ما أمروا به وتركهم للبعض الآخر، فقال: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {البقرة:85}، والواجب نصحه وتذكيره عسى الله أن يهديه ويشرح صدره للحق؛ إنه على كل شيء قدير.
والله أعلم.