الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سيدي الشيخ الفاضل أنا أواجه نفسي كمشكلة وأريد لها حلا لم أعد أعرف هل أنا مؤمنة حقاً أم أني منافقة ؟؟؟
هل عملي خالص لوجه الله أم أنه رياء؟؟؟ هل أنا صح أم خطأ؟؟؟
أريد أن أترك هذا العمل الذي أنا أعمل به غير أن لدي مسئوليات كبيرة لا أرغب أن أقول الكثير كي لا يعتبر عذرا لي ؟؟؟
غير أني أريد أن تكون الصورة واضحة فأنا مطلقة ولدي ابن وظروف والدي المالية تغيرت وإخواني لديهم مسئولياتهم الخاصة والثقيلة وأنا أحتاج أن أعتمد على نفسي وأساعد أهلي في التخلص من عبئي وعبء ابني ذي العشر سنوات....
عملي في معهد للغة الانجليزية أنا محجبة حجابا فقط ولا أستر وجهي وتواصلي مع الطلاب لأجل تسجيلهم كبير ودائم خلال 3 أسابيع من أصل 5 أسابيع لا أتصل بهم ... أشعر أني كبيرة كفاية لأجل أن أحذر من تعاملي مع مراهقين أصغر مني أو غيرهم فأنا في 28 من العمر وولدي عمره 10 سنوات وقلبي مغلق لأسباب كثيرة ولا رغبة لي في الزواج أنا أحاول أن ألتزم وأنظم لقافلة (العائدون إلى الله) فقد دخلت مركز تحفيظ في حارتنا والآن أنا في الجزء الثاني وقد حججت السنة الفائتة لكن الشيطان يوسوس لي عندما أكون مع البنات نتحدث وذكرت التحفيظ أو ذكرت حديث أو عظة يوسوس لي أني أنافق أو آرائي وهكذا انكسر وأتقهقر
الكثير من الأوقات أنصح البنات بأشياء وغصبا عني أقع فيها لكن ليس لأني أرغب بذلك بل غصب عني
لدي أخطاء كثيرة ولكني لا أحبها وأحتاج إلى تصحيحها
وأريد أن أعرف نفسي فماذا أعمل ؟؟
وماذا عن عملي ؟؟؟
وماذا عن الغد وبعد الغد؟؟؟
ضعفي أمام الغير وخوفي من المديرة ومنافقتي لها ومنافقتي لناس كثير يبين أخشى ظلمهم ومكرهم؟؟؟
كيف أتعامل مع الناس ومع أهلي ؟؟؟ومع نفسي
وقبل كل ذلك مع الله عزوجل؟؟؟
أغيثوني وأعينوني فأنا في دائرة مخيفة وأخشى اليأس والاستسلام؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا قد بينا من قبلُ أنواع النفاق، وكيفية التخلص منه، ولك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 94258.

كما بينا من قبلُ أن عمل المرأة في الأماكن المختلطة لا يجوز؛ إلا أن تكون مضطرة إليه، ولك أن تراجعي في هذا فتوانا رقم: 8386.

ثم إنك مأمورة بستر وجهك عن الأجانب من الرجال، وخصوصا عند الاختلاط وخشية الفتنة، ولك أن تراجعي في هذا فتوانا رقم: 42.

وخارجا عن هذا، فإننا لا نرى أن ما ذكرته من حالك يستدعي كل ما بينته من الخوف الشديد وطلب الإغاثة، فهوني على نفسك، ولا تحمليها ما لا تطيق. ولا تتساءلي عن نفسك أو عن الغد وما بعد الغد.

وفيما يخص عدم رغبتك في الزواج، فإن الزواج تعتريه أحكام الشرع الخمسة، ولك أن تراجعي في ذلك فتوانا رقم:3011، وفتوانا رقم: 26587. فإذا لم تكوني ممن يجب عليه أو يستحب له حسب هذا التفصيل، فلا مانع من بقائك بدون زواج.

ثم احذري مما ذكرته من وسوسة الشيطان بأنك منافقة أو مرائية، فإنه كثيرا ما يفعل ذلك ليتعب المرء ويكدر عليه حياته، ويجعله غير مطمئن إلى جدوى ما هو فيه من العبادة، وبالتالي يزين له ترك ذلك.

ونسأل الله أن يصلح أمرك، ويأخذ بناصيتك إلى صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني