السؤال
بجوارنا مسجد وأقطن في منطقة تجارية بها كافة الخدمات من مطاعم ومخابز .. ويأتي العمال عند الصلاة وتنبعث من ثيابهم رائحة الأكل وقد تكون هذه الرائحة نتاج ثلاثة أسام بنفس اللبس .. وهذا يؤذيني كثيرا ولا أستطيع التركيز .. أيضا هناك من يصلي بصوت عال في صلاة السر، وفي ذلك أيضاً مضايقة وعدم تركيز، وصوت جاري في الصلاة عال .. فآثرت الصلاة منفردا بالبيت وأجد فيها خشوعا أكثر .. فما حكم ذلك؟ وجزاك الله عنا كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى ترجيحنا لقول من قال بوجوب صلاة الجماعة في المسجد، ولم نجد أحدا ممن قال بوجوبها في المسجد رخص في التخلف عنها لأجل الضجيج في المسجد أو لأجل أن بعض المصلين له رائحة كريهة، بل نص أهل العلم على منع من له رائحة كريهة من الدخول إلى المسجد حتى لا يتأذى به المصلون، لا أن يتخلف المصلون لأجل من له رائحة كريهة.
قال ابن حزم في المحلى: ويمنع آكلوها -أي الثوم والبصل- من حضور المسجد ويؤمر بإخراجهم منه.
وقال الخطاب في مواهب الجليل: وإذا كانت العلة في إخراج آكل الثوم من المسجد أنه يتأذى به، ففي القياس أن كل من يتأذى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب اللسان سفيها مستطيلا أو كان ذا رائحة... وأرادوا إخراجه عن المسجد وإبعاده عنهم كان ذلك لهم. اهـ مختصرا.
وقد روى مسلم في صحيحه عن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحها من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع.
وعليه.. فلا نرى رخصة للأخ السائل في التخلف عن صلاة الجماعة، وليسع في نصح هؤلاء برفق ولين وحكمة، فيأمرهم بالتنظف والسواك واجتناب أكل هذه المأكولات التي لها روائح كريهة وخاصة عند خروجهم إلى المسجد، فإن لم ينفع ذلك فليسع في منع من له رائحة كريهة من الدخول في المسجد حتى يزيل تلك الرائحة، وليراع في ذلك أيضا الحكمة وليرفع الأمر إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والله أعلم.