الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل من لحم يشك أنه مسروق

السؤال

ذهبنا عند أحد أقاربنا وضيفونا لحما أعطاها إياهم جار لهم يشتغل بقصر ملكي وأحرجنا إحراجا شديدا فأكلنا منه رغم عدم علمنا هل الجار سرقه من القصر أم أعطي له عن طيب خاطر. أرجوكم أن توضحوا لنا الحكم في هذه الحالة لأنني وأمي أحسسنا أننا أدخلنا الحرام إلى جوفنا وعند رجوعنا إلى المنزل وضعت أصبعي في فمي وحاولت استرجاع ما أكلت ولكنني لم أفلح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكون جار قريبكم الذي زرتموه يعمل بقصر ملكي، لا يفيد -بالضرورة- أنه سرق اللحم من القصر الملكي.

وطرح احتمالات أن الجار سرق اللحم من القصر أو أعطي له عن طيب خاطر، يعتبر إساءة ظن به دون مسوغ شرعي، وهي خلاف ما استحقه في بذله الخير لقريبكم.

ثم القاعدة المقررة في هذا الباب هي أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت موجب ‏التحريم، والأصل حل كسب المسلم ما لم يتبين خلاف ذلك؛ لأن الأصل في المسلمين السلامة.

وعليه، فلا حرج عليكم فيما أكلتموه من اللحم عند قريبكم، ما لم يغلب على ظنكم أن اللحم مسروق، وذلك لا يتأتى دون قرينة قوية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني