الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبادرة إلى علاج الوساوس

السؤال

أريد من فضيلتكم حكم ما سيرد فيما يلي:
فإني وحرصا مني على أن أبني مسقبلي مع زوجتي إن شاء الله على الحلال فإني استلفت مبلغا من المال لأشتري أقراصا مضغوطة أصلية غير مقلدة وغير منسوخة وهذا لكي أجتاز الامتحان مع العلم أن ثمنها مرتفع جدا مقارنة بوضعيتي المالية، وحصلت على ذلك المال وقام صديق لي بشرائها من فرنسا، وأذكر أنني لمست ذكري وأنا في بيتي ولاحظت خروج مذي أو ودي منه وكان المال في جيب المعطف ولمست المال بيدي (أوراق مالية غير مزورة) ولا أدري ألامس المذي أو الودي يدي أم لا ثم انتابني شك أو وسوسة بعدها فوضعت الأوراق المالية في الماء الطاهر فبللتها بالكامل دون دلكها حفاظا عليها وقمت بعد ذلك بتجفيفها على المدفئة ولم تتمزق بل انكمشت قليلا فقط، وأرسلت إلى الصديق لأعطيه المال ثمنا للأقراص التي اشتراها وأبلغته أنني وضعت المال في الماء ولم أبلغه بما حدث حفاظا على نفسي ولم يبد أي اعتراض قط بل تفهم الموقف، فهل يا ترى ما فعلته صحيح أم لا وماذا علي فعله إن كان لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الوسواس هو أحد الأمراض التي يبتلي بها الله بعضا من خلقه، ليختبر مدى قوتهم وإدراكهم لمقاصد الشريعة.

ومن ابتلاه الله بمثل هذا المرض، فعليه أن يبادر إلى علاجه في أسرع وقت قبل أن يستفحل أمره فيفسد عليه عبادته. ولك أن تراجع في ماهية الوسواس القهري وعلاجه فتوانا رقم: 3086.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فنقول إذا كانت الأوراق المالية لم تتمزق –كما ذكرت- ولم تزل صالحة لتكون عوضا عن المشتريات التي هي الغاية منها في الأصل، فإنه ليس من المطلوب أن تبلغ صديقك بتفاصيل ما حدث لها.

فأبعد عنك هذه الوساوس علاجا لنفسك قبل استفحال مرضك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني