السؤال
من فضلكم أنا طالب بكلية الشرطة وأحيانا كثيرة تضيع منا أوقات الصلاة بحجة الطوابير أو ما إلى ذلك وأنا غير مستريح للوضع بها وفكرت كثيرا في الاستقالة ولكن أهلي يعارضون و أني ألاقى فيها إهانة بالغة لي حيث يتم شتمنا بألفاظ مثل(يا أبو شخة ويا زبال وما إلى ذلك بحجة تعويدنا على تحمل الضغط النفسي علينا في المواقف الصعبة). فأرجوكم دلوني ماذا أفعل؟مع العلم أني لو خرجت منها فلن يصبح لي أي وظيفة ؟وجزاكم الله عنا كل خير.إنسان معذب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يهون عليك أمرك، وأن يفرج عنك كربك، وأن يحفظ لك دينك، وأن يزيدك حرصا على الخير ، وإن كان الحال على ما ذكرت من أن الالتحاق بهذه الكلية والدراسة فيها يترتب عليه تضييع الصلاة وإخراجها عن وقتها من غير سبب يبيح ذلك، إضافة إلى وجود السب وبذاءة اللسان وهو منكر آخر فلا يجوز لك الاستمرار في هذه الدراسة، بل يجب عليك تركها، فالسلامة في الدين لا يعدلها شيء وما ذكرت من عدم رضا أهلك بتركك لها فلا عبرة به، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الله ، وينبغي أن تجتهد في إقناعهم بالحسنى .
وأما بخصوص الوظيفة فإن أمر الأرزاق بيد الله تعالى، ومن أسباب نيل رزقه العمل بطاعته واجتناب معصيته قال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2 ـ 3 } ثم ما يدريك أن يكون استمرارك في هذه الدراسة مع التلبس بما يسخط الله تعالى سببا في الحرمان من الرزق وبركته ، فقد يحرم المرء الرزق بالذنب يصيبه فيخسر دنياه وأخراه ، وراجع لمزيد الفائدة الفتويين : 1195 ، 10767 .
ونوصيك بالاجتهاد وعدم اليأس في البحث عن مؤسسة أخرى للدراسة فيها، ولعلك توفق إلى ما هو أفضل مما تركت ، وههنا أمر نود التنبيه عليه وهو البحث قدر الإمكان عن سبيل لمناصحة القائمين على إدارة هذه الكلية ولعلكم لا تعدمون أحدا من الخيرين من ذوي الجاه وممن يرجى أن يقبل قوله فيوجههم إلى الخير فتكفون الشر .
والله أعلم .