الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الاستنجاء والوضوء

السؤال

أنا أعاني من سلس البول ودائما أتوضأ بعد دخول وقت الصلاة , لكن دائما وضوئي داخل دورة المياه في ( البانيو ) مكان الاستحمام لأنني لا أستطيع أن أتوضأ بالخارج لأنني أعاني من وساوس قهرية وأكرر الوضوء أكثر من مرة وأنا لا أريد أحدا أن يراني من أسرتي بالإضافه إلى أنني حين أرفع رجلي فوق المغسلة أحس بنزول بول , لذلك اعتدت الوضوء بداخل دورة المياه , السؤال هو : حينما أتبول وأستنجي وأقوم لكي أتوضأ في مكان الاستحمام أتأكد أكثر وأعصر ذكري وأنظف ما حوله خشيه أكون أصابني نقاط وأكرر هذا كثيرا , هل يجوز أن أتوضأ مباشرة أم يجب أن أغسل حوض البانيو لأنني أجد مشقة في رش حوض البانيو بالماء كل ما أعصر ذكري , وأرجو أن تفيدوني أنا اعتدت أن أتحفظ بالمناديل عند الصلاة وليس قبل الوضوء لأنها ستتعرض للماء عند الوضوء , فعندما أصلي أقوم بوضع مناديل على ذكري وأستخدم شطرطون ( لاصق ) ثم أصلي .. هل فعلي هذا يجوز ؟ أرجو أن تفيدوني لأنني أعاني معاناة لا يعلمها إلا الله , معاناة الوضوء , ومعاناة التحفظ من البول حيث لا تثبت المناديل أكثر المرات لكنني أراعي أن لا أمسك ذكري لكي لا ينقض وضوئي ؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول لأخينا السائل: هون على نفسك ولا تتعبها بمجاراة الوسوسة والاسترسال معها فإن ذلك يزيد من تحكمها حتى لا تستطيع عمل أي عبادة بصفة اعتيادية، وكنا قد ذكرنا ماهية الوسواس القهري وعلاجه وطرق التغلب عليه في الفتوى رقم : 51239 ، والفتوى رقم : 3086 ، فالرجاء مراجعتهما أولا.

ثم بعد البول والتحقق من انقطاعه والاستنجاء منه عليك أن تنضح فرجك وسراويلك بالماء لأن ذلك سببا لقطع الوساوس بإذن الله تعالى، ولا تلتفت إلى ما يخيل إليك من نزول البول، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل: سألت أحمد بن حنبل: قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله . انتهى .

كما أنه لا داعي لعصر الذكر بعد الاستنجاء فإنك لو ظللت تعصره ما سلم من ظهور بعض البلل، وأنت لست مطالبا بذلك، كما لا تطالب بغسل البانيو عند الوضوء فيه، وكل ما ذكر من تكرار الوضوء وعصر الذكر وتنظيف مكان الاستحمام لأجل الوضوء فيه هو من التنطع في الدين وآثار الوسوسة نسأل الله لك الشفاء منها، فتوضأ أخي الكريم في المكان الذي يناسبك ولا تتعب نفسك بالتفتيش عن احتمال الإصابة بالنجس ولو تجنبت الحمام فإن ذلك أولى، لكن الوضوء فيه صحيح.

ثم إذا كنت مصابا بالسلس فإذا دخل وقت الصلاة وأردت أن تصلي فبعد الاستنجاء مباشرة ضع ما تتحفظ به على المحل سواء كان خرقة أو منديلا ،المهم أن يكون شيئا يقاوم انتشار النجس، ثم توضأ وصل ولا تلتفت إلى ما يخرج بعد ذلك ولو خرج أثناء الصلاة، هذه كيفية طهارة وصلاة صاحب السلس ، وقد سبق توضيح هذا المعنى في الفتوى رقم : 9346 ، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 67038 ، والفتوى رقم : 24165 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني