الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علم الأهل لا يبيح العلاقة المحرمة بين الأجنبيين

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، درست ككل الفتيات في بلدي بمعهد مختلط فتيان وفتيات, درس معي شاب بمنتهى الأخلاق والطيبة جمعتنا علاقة صداقة وطيدة ودامت إلى اليوم أي أني أعرفه منذ ما يقارب 13 سنة هو أكثر من تفهمني منذ الصغر. المشكلة أن علاقتنا تطورت فجأة سنة 2004 لتصبح علاقة عاطفية، لم يحدث بيننا شيئ مما نراه اليوم في العلاقات العاطفية فقط هو مجرد اتفاق بيننا على الزواج لكن علاقتنا بقيت كما هي عليه لا نلتقي إلا نادرا وأقسم لكم أنه خلال هذه الفترة التقينا صدفة ما يقارب 3 مرات ومرة واحدة عن سابق اتفاق لأنه آخر لقاء ، ما حدث أن صديقي قد هاجرمنذ سنة إلى أوروبا قبل أن يتقدم لخطبتي من والدي مع العلم أن والدته وجميع عائلته على علم بعلاقتنا وقد التقيتهم أكثر من مرة ونحن دوما على اتصال رغم أنه لا تربطني بهم أي صلة قرابة ولا جيرة وعائلتي بما فيها إخوتي الكبار جميعا على علم بعلاقتنا ما عدا والدي فقط. صديقي يتصل بي أسبوعيا وأنا أحاول جاهدة أن أساعده حتى يتمكن من التأقلم والعمل هناك دون التأثر ولا الغوص في متاهات الغرب، مع العلم أنه لن يعود إلا بعد سنتين أو أكثر ولا أريد من عائلته أن تتقدم لخطبتي دون وجوده لأني أخاف أن يرفض والدي لأنه ليس موجودا وهولا يعرفه فكيف يوافق وهو لم ير من سيكون زوج ابنته ويتفقا على عدة أمور.
المشكلة أن هاجس الخوف من غضب الله يؤرقني، أخاف أن تكون علاقتنا لا ترضي الله، أخاف أن أكون قد أرضيت نفسي على حساب رضا المولى عز وجل. لذلك اتصلت مؤخرا ببرنامج ديني وطرحت عليه الإشكال فنصحني بقطع العلاقة فورا لأن ذلك يغضب الله وقد أخبرت عائلتي بالأمر فرفضوا الفكرة وقالت لي أختي الكبرى إن الجميع يعلم بعلاقتكما والجميع يعلم أنه بمجرد عودته ستتزوجان، بالإضافة أكيد أنكم تتفهمون الوضع ومدى تعلق كل منا بالآخر وهي أول علاقة عاطفية لكلينا فقد كان كل منا ضد العلاقات العاطفية الساذجة التي باتت ظاهرة هذا العصر وأخاف أن أتركه الآن فيتهمونني أني تخليت عنه وقت الشدة وربما إذا تخليت عنه قد يصدم فينتقم من نفسه بارتكاب المحرمات المعروضة بأسعار زهيدة في الغرب رغم ثقتي التامة بمدى رصانته ورباطة جأشه.
وأريد التأكيد مجددا, أهلي وأهله على علم ما عدا والدي فأرجوكم أفتوني في أمري
أرجوكم أجيبوني، هل علاقتنا تغضب الله؟ وإن كانت الإجابة بنعم فقولوا لي أرجوك ماذا أفعل لكي لا أغضب الله وأخسر صديقي؟
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لكما إقامة علاقة غير شرعية ولو كان غرضكما صحيحا، والغرض الصحيح هو الزواج، فالعلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه محظورة، في الإسلام، ولا يغير علم الأهل من واقع ذلك شيئا فرضاهم عن العلاقة المحرمة لا يبيحها، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20296، 14126، 4220.

فلا يجوز لكما البقاء على علاقة تجر إلى محرم ما لم يتم عقد القران بينكما، ولا يعني ذلك عدم الرد على اتصال خطيبك إن اتصل لحاجة مثل ترتيب أمور الزواج ونحوه إذا أمنت الفتنة ولكن ليكن الحديث بينكما في حدود الأدب والشرع، والأولى أن يكون ذلك مع محارمك كإخوانك أو أبيك، وبيني له أن حديثكما في غير ذلك كالكلام عن الحب والغزل محرم، وإنما أبيح لكما من ذلك ما أبيح للخاطب من النظر والحديث للحاجة والضرورة، فيقدر ذلك بقدره ولا يتجاوز فيه، والأولى قطع الاتصال والتركيز على الاتصال بأخواته وأمه بدلا منه وطلب الإسراع في إكمال الأمر وعقد القران، ولا يعني ذلك رقض الخاطب أو التخلي عنه، ولا ضير في تبيين ذلك له لئلا يتوهمه، وللفائدة انظري الفتويين: 1847، 3179.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني