الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعينوا بالسلطات لتكف شر أخيكم

السؤال

لي أخ كفر وسب الدين وعاق للوالدين وزان وشارب للخمر وقد عرض للطبيب النفساني وقال معه انفصام شخصية والآن يريد أن يقتل أمي بالسيف ثم يقتل نفسه ووالدي يريد أن يقتله ليتخلص من هذا الولد العاق.
أفيدوني يرعاكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يفعله هذا الأخ يعتبر من الجرائم العظام والموبقات المهلكة التي تودي بصاحبها إلى النار إذا لم يبادر بالتوبة منها والرجوع إلى الله تعالى.

ويبعد أن يكون مسلم أو عاقل يتمتع بقواه العقلية يرتكب هذه الجرائم القبيحة، ثم يريد قتل أمه وقتل نفسه، فهذا قمة الانحطاط وسوء الخاتمة. ولذلك، فالظاهر أن أخاك مصاب بمرض عقلي. وإذا كان الأمر كذلك فإن القلم مرفوع عنه؛ لأن التكليف مناطه العقل.

ففي المسند والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.

وعليكم أن تطلبوا له العلاج عند الأطباء النفسيين، وأن ترقوه الرقية الشرعية، وتكثروا له من الدعاء دائما وعلى كل حال، ولا مانع من الاستعانة عليه بالسلطات لتكف شره عنكم.

وما يريده الأب من قتله والتخلص منه فلا يجوز شرعا، وعليه أن يبتعد عن هذا النوع من التفكير، وإذا لم يستطع تحمله فبإمكانه أن يتخلص منه بطرده من البيت أو غير ذلك من الوسائل التي ليس منها القتل.

فنسأل الله تعالى أن يجعل لكم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يشفي ابنكم، ويهدي الجميع إلى صراطه المستقيم.

وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى:54896، 58327، 74110.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني