السؤال
أمي اشترت لي عدة أشياء منها أقلام ودفاتر وغيرها وأنا أحب خلق الإيثار، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، وأريد أن أعطي لأصدقائي بعض ما اشترت لي أمي غير أن أمي قالت لي لا تعط ما اشتريت لك لأحد لأنهم سيستهزئون بك، فهل أطلب منها الإذن قبل أن أعطي بعض أدواتي لأصدقائي، أم أعطيهم لكن بالخفاء، كما أمرتني بأن لا أقوم ببعض ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من أشياء مستحبة مثل المصافحة وإفشاء السلام وغيرها... فما العمل، هل أقوم بما نهتني به عندما أكون وحدي مع أصدقائي، وعندما أكون مع أمي لا أقوم بذلك، وإذا عملت ذلك بالخفاء فماذا أقول لأمي إذا قالت لي -هل لا زلت تصافح الناس وهل لا زلت تعطيهم بعض أغراضك، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن خلق الكرم والإيثار من الأخلاق الفاضلة، التي نوه بها الإسلام وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وطبقها هو وأصحابة الكرام فقد وصفهم الله عز وجل بقوله: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الحشر:9}.
ولكن لا يحق لك أن تتبرع بالأدوات التي اشترت لك أمك وتؤثر بها غيرك لأن أمك نهتك عن ذلك، وتجب طاعتها في غير معصية سواء كان ذلك أمامها أو في غيابها... وإيثارك للغير ليس بواجب عليك، وربما يعود على أمك بالضرر إذا كانت سوف تعوضها لك بشراء غيرها مرة أخرى.
وأما المصافحة وإفشاء السلام فإن كان لا يترتب عليها ضرر، فالأولى إفشاؤهما وعدم طاعة الوالدة في ذلك، ولمعرفة فضل المصافحة وإفشاء السلام نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 11912، والفتوى رقم: 18888.
وعلى العموم فالذي ننصحك به هو طاعة الأم في غير معصية فإنها -في الغالب- لا تريد إلا مصلحة ابنها.
والله أعلم.