الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محبة الشخص الأجنبي وكثرة التفكير فيه

السؤال

هل يوجد تفسير لهذه المشكلةفتاة تحب حبيبها لدرجة الجنون ولكن حين تختلي بنفسها تبدأ بتفكير وتخيل فتيان آخرين يدرسون معها أو رأتهم فى الطريق وتتخيل أنها تمارس معهم الجنس أوتتحدث معهم. حاولت أن لا تفكر بأي شخص إلا حبيبها ولكن التخيلات تزداد وحاولت غض النظر ولكن شيئا بداخلها يدفعها للتفكير حتى في الصلاه و بدأت تنهار نفسيا لأنها تحس أنها تخون حبيبها.سِِؤالي هو:هل هذا شيء طبيعي، أي فتاة لها بعض التخيلات، وما تفسير هذه التخيلات؟ وماالعلاج؟ هل هذا يدل على أنها لا تحب حبيبها ؟ هل هذا مرض نفسي ؟ هل هذه التفكيرات والتخيلات من نفس خبيثة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه ، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الحب بين الفتيان والفتيات لا يقبله الشرع إلا في إطار الزوجية . وإذا أراد الرجل الزواج من امرأة ، فإنه يجوز له النظر إلى وجهها وكفيها فقط ، وبدون شهوة ليتبين ما هي عليه من الجمال . روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا خطب أحدكم المرأة ، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. رواه أحمد وأبو داود . ولا يجوز النظر إلى غير ذلك من بدنها ، قال تعالى : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا { النور: 30 ـــ 31 } ولا تجوز الخلوة بينهما لما ينجر عن ذلك من فتنة ، روى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يارسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت. متفق عليه ، ولا تجوز له ملامسة جسدها ، روى معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني . وفيما يتعلق بموضوع سؤالك ، فإننا نحيلك إلى فتوانا رقم : 35373، المتعلقة بالتفكير في الجنس ، وما له من أسباب وعلاج ، ونلفت انتباهك إلى أنه لا فرق بين أن يكون هذا التفكير متعلقا بمن ذكرت من الأشخاص أو بمن سميته حبيبا فإن كل ذلك منهي عنه ، مالم يكن الشخص موضوع التفكير زوجا .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني