السؤال
جزاكم عن المسلمين كل خير لإدارة هذا الموقع الطيب : سؤالي شريكي كثير السفر وغالبا ما أكون معه أيضا وهو من الملتزمين فيحافظ على صلاة الفجر جماعة ويحاول الالتزام قدر الاستطاعة إلا خلال السفر :1 - ينقطع عن الصلاة .2 - يحضر بنات الهوى (مقابل أجر)إلى الفندق وعند استنكاري ذلك أجاب أنه يداعبهم فقط ( مع الإنزال) ولا يزني مخافة من الله فقط علما أنه متزوج أفيدونا بالتفصيل عن هذا السلوك والحكم والعلاج ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لنا ولك وله التوفيق والهداية وأن يعيننا على طاعته ويبعدنا عن معصيته إنه سميع مجيب .
وإجابة لسؤالك نقول إن التهاون بالصلاة كتركها هو من أخطر الذنوب وأكبرها فهي عماد الدين من حفظها فقد حفظ الدين ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، وقد جعل بعض العلماء تركها تهاونا وكسلا من الكفر عياذا بالله ، وقد تقدم بيان حكم تاركها والمتهاون بها في الفتاوى ذات الأرقام التالية : 6061 // 1195 // 3830 ، وما يفعله خلال سفره من المعاصي المحرمة من مداعبة البغايا وتأجيرهن لذلك كل ذلك من الزنى المحرم وإن لم يصل إلى حد الإيلاج والفاحشة وهو من البكر قبيح فكيف بالمحصن ، فعليه أن يكف عن ذلك كله فقد روى الطبراني والبيهقي من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له . قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ، وقال المنذري رجاله ثقات ، وإن كان تركه للفاحشة الكبرى خوفا من الله أمر طيب, ولكن عليه أن يمتثل أمر الله كله, فقد أمره بعدم قربان الزنى في قوله تعالى : وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء: 32 } وعدم قربانه إنما يكون بترك مقدماته وما يؤدي إليه ومن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، فليترك هذا السلوك السيء في سفره كما يتركه في حضره ، وإذا أراد السفر فليذهب معه بزوجته أو يصوم ليكسر حدة شهوته, فالله يراقبه في سفره كما هو معه في حضره, وسيسأل يوم القيامة عن ماله فيم أنفقه ويا خيبته إن كان جوابه أنفقته في الحرام .
وعلاج هذا كله أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويستشعر مراقبته له في كل مكان وزمان ، وعليك أن تديم نصحه ودعوته فإن أجابك واستقام فذالك وإلا فدعه حتى لا يجرك إلى فعله فالصاحب ساحب وقد قال تعالى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28 } وانظر الفتوى رقم : 26326 ، وما أحيل إليه خلالها من فتاوى .
والله أعلم .