الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك من الموسوس لا يعتبر

السؤال

أرجو إفادتي فى هذه المشكلة الثانية التي ذكرت لكم فى رسالتي الأولى أني سأرسلها فى رسالة منفصلة لضيق المساحة وأستحلفكم بالله ألا تحيلوني إلى سؤال مشابه وأن تردوا على بالتفصيل.... جزاكم الله عنى خير الجزاء، لقد أحالت الوساوس حياتى إلى جحيم وهى تستغل خوفي من عدم اكتمال طهارتي وبطلان ما أقوم به من عبادات نتيجة لذلك منذ يومين حدث الآتي: قمت بنشر"فوطة وجه" على المنشر القريب من سلم خشبي متنقل وهذا السلم كانت قد أصابته نجاسة منذ ما يزيد عن عام وقد جف بالطبع لكن المشكلة أن الفوطة كانت قريبة جدا من السلم فخشيت أن تكون لامسته فنظرت فوجدت المسافة ضيقة جدا بينهما ثم رفعت قطعة ملابس من على المنشر فاهتز فقلت ربما مع هذا الاهتزاز تكون الفوطة تأرجحت ولامست المنشر ثم عادت لمكانها الأول دون أن أكون رأيتها، المهم أنني كنت أيضا قبل النشر قمت بغسل المنشر فقلت ربما أصاب السلم الخشبي بعض من الماء ولم يكن جافا حينما نشرت بجواره الفوطة، ثم حاولت أن أتذكر هل نشرت الفوطة في يوم تالي لغسيلى المنشر، لأنها لم تكن ضمن الغسيل الذي نشرته بل كانت مبتلة من كثرة استخدامي لها فى مسح الوجه واليدين، فيكون بذلك السلم إن كان أصابه بلل سيصبح جافا، أم أنني نشرتها في نفس اليوم الذي نشرت فيه باقي الغسيل ويكون السلم بذلك إن كان أصابه بلل لا يزال مبتلا، فعجزت عن الجزم بذلك وإن كنت أرجح أنني نشرتها فيي اليوم التالي لباقي الغسيل وشعرت أن كل هذا من الوساوس التي تفتح على أبوابا من القلق والحيرة الشديدة، ثم تذكرت أن قاعدة المنشر من أسفل أشك أنها نجسة من فترة طويلة جدا وربما وأنا أغسله من أعلى جاء على هذه القاعدة بعض الماء وربما طرطش ووصل إلى السلم بجوار المنشر، يعلم الله أنني أشعر أني كمن أصابه الجنون وأنكم ربما ترون في هذا بعد ما قلته لكم لكن يعلم الله أيضا أنني ما أردت غير أن احتاط لطهارتي وطهارة ما استخدمه من أشياء حتى لا تكون صلاتي أو قراءتي للقرآن غير صحيحة
وسؤالي الآن: لقد كان من السهل علي ألا أستخدم هذه الفوطة وأن أغسلها من جديد أخذاً بالأحوط، لكن في محاولة مني لقهر الوساوس قررت استخدام هذه الفوطة بعد أن جفت عملا بمبدأ أن اليقين لا يرتفع إلا بيقين وليس بشك، واستعملتها بالفعل لكن يسيطر علي الآن قلق بأنه قد تكون غير طاهرة وبذلك يكون كل ما لامسته أنا بعد استخدامي لها من أثاث أو ملابس أو حتى سجادة الصلاة قد أصبحت كلها نجسة ولا يصبح حتى بإمكاني لمس المصحف أو وضعه على السرير الذي نمت عليه، فماذا أفعل، هل من الأفضل أن أخذ بمبدأ أن اليقين في الأشياء طهارتها ولا يزول ذلك بالشك بل باليقين التام كأن أرى بعيني الفوطة وقد لامست السلم، وأن أكون متيقنة تماما أن الجزء الذي أشك أن الفوطة لامسته من السلم كان بالفعل مبتلا وقت حدوث ذلك وأن هذا البلل كان يقينا نجسا، أم يجب علي الآن تطهير كل ما لامسته بعد استخدامي الفوطة وهذا يكاد يكون مستحيلا فقد لامست أثاث المنزل والأطعمة وأواني الطهي وغيرها أم ماذا، أرجوكم أجيبوني بالتفصيل لأن الوساوس بعد كل هذه المعاناة أحيانا ما تصور لي أنني رأيت الفوطة وقد لامست المنشر فعلا فماذا أفعل، أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما أصابك ضرب من وسواس الشيطان يريد أن يفسد عليك عبادتك ويجعلك تعيشين في جحيم، والعلاج الناجح المجرب للوسواس هو أن تعرضي عنه بالكلية وتتعاملي مع الفوطة المذكورة والسلم والمنشر على أنها جميعاً طاهرة، فاليقين لا يزول بالشك والشك من الموسوس لا عبرة به، ولا تترددي في الإعراض عن هذه الوساوس فهذا هو علاجها كما ذكر أهل العلم، وبذلك تتخلصين من هذا الجحيم الشيطاني، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني