الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل عدم خروج البراز بعد خروج الريح

السؤال

الحقيقة أن مشكلتي أخجل من الحديث عنها, و لكن بما أنها تقلقني أريد منكم النصح. مشكلتي هي إطلاق الريح. مرة بعد إطلاق الريح نظرت إلى ملابسي الداخلية فرأيت آثار إطلاق الريح على اللباس الداخلي، أثر خفيف لكنه واضح على لباسي الأبيض و له لون ورائحة البراز سببه الريح، فقمت بتبديل اللباس, و لكن أصبحت عندي عادة هي فحص الملابس الداخلية بعد كل إطلاق ريح ! و لكنها عادة محرجة و مقلقة إذ تطلب الخلوة بالنفس ولا يتوفر ذلك دائما بسهولة و يمكن ألا يتوفر في حينها ولا يهنأ بالي إلا بعد أن أفحص الثياب و أتأكد من عدم وجود الأثر حتى لا يكون على ثيابي نجاسة. مع العلم أنه رغم كثرة حالات الفحص لم أر بعيني الأثر إلا مرة واحدة عدا المرة الأولى و كانت فيه مساحة الأثر مثل مساحة قطعة نقود كبيرة, و في المرتين كان لون الثياب فاتحا. فكرت حتى في ألا ألبس ثيابا داخلية مجددا. الحقيقة أن الأمر يسبب لي القلق لأنني أرى أنني الوحيد في محيطي الذي يهتم ويقلق لأمر كهذا و أخاف أن أكون أضيق على نفسي فيضيق الله علي, و لكن بما أن الأمر قد حصل و اكتشفت الأثر لا أدري هل أحافظ على هذه العادة أم لا؟ إن كانت مطلوبة أحاول الحفاظ عليها, وإن كانت لا, أقطعها. أريد النصح ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزمك بعد خروج الريح التفتيش في ثيابك مخافة خروج بعض البراز إن لم تحس بأنه قد خرج فعلاً. فإن الأصل عدم خروجه ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين. وما دمت لم تجد أثرًا للبراز إلا مرة واحدة بعد التفتيش فقد تبين أن خروج الريح لا يتبعه أثر غالبًا، وبالتالي فلا يلزمك التفتيش الذي تقوم به، لكن إذا تحققت من خروج بعض البراز فالواجب عليك تطهير ما أصاب من ثوب أو بدن.

وننصحك بالإعراض عن الشكوك في هذا الأمر؛ لأن الاسترسال في الوسوسة سبب لتمكنها، فأفضل علاج لها هو تجاهلها والإعراض عنها ومجاهدة النفس للتخلص من القلق والحرج الذي تجده في نفسك لأنه من الشيطان ليدخل الحزن إلى قلبك وليرسخ الوسوسة في نفسك.

وراجع الأجوبة التالية أرقامها: 59698، 10355.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني