الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرتبة الاجتماعية ليست معيارا لقبول الزوج أو رده

السؤال

أنا فتاة في الحادية والثلاثين من العمر خريجة جامعية ومتدينة ومن عائلة معروفة وميسورة الحال، ولكن أفراد عائلتي غير متدينين وهذا يشكل لي الكثير من المشاكل والخلاف في وجهات النظر تقدم لخطبتي شاب يصغرني بثلاث سنوات (لأنه أعجب بثباتي على الطاعة رغم وجودي بين أفراد أسرتي)، جامعي ومتدين وممدوح السيرة، ولكنه من أسرة فقيرة ومغمورة اجتماعيا وقد أبديت لوالدي أنني أقبل الزواج به، لأنني أريد تكوين أسرة متدينة إن شاء الله ولا يهمني إن كانت فقيرة، ولكن والدي لا يريدان لي هذا الزواج ويتذرعان بالوضع المادي والاجتماعي ويهددانني بأنني إذا قبلت وتزوجت به فلن يزوروني أبداً (لأنني سأصبح لست قد المقام بنظرهم) ويريدان أن أكون أنا صاحبة هذا القرار الرافض، وأنا الآن في حيرة شديدة من أمري ولا أدري ماذا أفعل فهل أخالف قول الرسول(صلى الله عليه وسلم): إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه.
وأرفض هذا الشخص لمجرد أنه فقير كي لا أغضب أهلي، أم أقبل به وأتحمل ما سيصبح عليه الوضع في المستقبل ومقاطعة أهلي لي، وفي كلا الحالتين أجد نفسي الطرف الخاسر، أفيدوني بالنصح؟ جزاكم الله عني كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا رفض الوالدان زواجك من هذا الشاب بعينه، ولم يكونا عاضلين لك من الزواج بغيره، فيجب عليك طاعتهما، وتقدم أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج بشخص بعينه في الفتوى رقم: 18767.

وعسى الله أن يجزيك على طاعة والديك ويعوضك أفضل مما فاتك، وإذا كنت قد رغبت في الزواج بهذا الشاب فاجتهدي قدر الاستطاعة في إقناع والديك وذكريهما حاجتك إلى الزواج وقلة الشباب المتدين الراغب في الزواج وتقدمك في السن وغير ذلك من الأسباب الداعية لتعاطفهما معك.

وأما إن ردا الأمر إليك وحملاك مسؤولية نفسك فنوصيك بالاستخارة، والاستشارة، ونحن نشير عليك بقبول هذا الشاب المتدين حسن الخلق، وكونه دونك في الرتبة الاجتماعية، فذلك ليس مانعاً من الاقتران به، وأما كونه فقيراً فقد وعد الله سبحانه وتعالى الناكح الذي يطلب العفاف بالعون والغنى، قال الله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وراجعي الفتوى رقم: 7863.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني