الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النكاح بموافقة الولي هو الحل الأمثل

السؤال

أدرس في دولة من دول الكفر والعصيان تعرفت على شاب من بلدي وفي نفس جامعتي بداية كانت علاقتنا تقتصر على مساعدته لي من معاملات وأوراق وما إلى ذلك أعجبت به إعجابا شديدا نظرا لسلوكه وأخلاقه وفوق كل ذلك محافظته على شرائع الدين وحفاظه على نفسه وهو في هذه البلاد أنا والحمد لله محافظة وملتزمه بحجابي ولبسي الشرعي في هذه البلاد أخاف الله وأتقي غضبه أعلم أن وجودي هنا غير جائز ولكني سافرت بناء على رغبة والدي الشديدة لأن أدرس في الخارج فوجئت بهذا الشاب بأن صارحني بحبه لي وإعجابه بأخلاقي ومحافظتي على ديني علاقتنا كان فقط مجرد كلام واطمئنان كل منا على الآخر إلى أن يوفقنا الله للزواج أسبوع بعد أسبوع وسوس لنا الشيطان وأوقعنا في شراكة لم نرتكب جريمة الزنا ولكننا ارتكبنا كل مقدمات الزنا من تحضين وتقبيل فقط لاغير، لا أخفي عليكم أنه بعد كل لقاء بيننا ينتابنا ألم شديد فكلانا يعلم حرمة ما نقوم به جاهدنا الشيطان بكل ما أوتينا من قوة تبادلنا الأشرطة الدينية لتكون رادعا لنا كنا إذا اجتمعنا نحاول أن نقرأ القرآن ، يقوم بتعليمي التجويد أذكره دائما ماذا سيكون حالنا إن قبض الله أروحنا ونحن على تلك الحال مرات عديدة ذرفنا الدموع ندما استغفرنا الله صلينا قيام ليل تبنا لجأنا إلى الصيام لكن وللأسف الشديد كنا نفترق أو بمعنى أصح نرتدع لمدة قصيرة ثم نعود لملامسة بعض افترقنا لمدة شهر على أن لانكرر ما عملناه باعتقادنا أنه بعد هذه المدة سيتملكنا الحياء من بعض، ولكن عند أول لقاء أعدنا الكرة زواجنا في الوقت الحالي مستحيل جدا أقرب وقت وعدني بأن يتقدم لي بعد سنة لكن ما يؤلمنا هو بأننا لسنا راضيين عما نفعله لجأنا إلى حل أخير وهذا ما أريد أن نستشير عنه وهو أن نبرم عقد زواج هنا من غير علم أهلي ولا أهله إلى أن يتقدم بشكل رسمي لطلب يدي من أهلي فهو فعلا جاد بهذه المسألة غرضنا الأساسي والله أننا نريد من كل ذلك بأن نعف أنفسنا بالحلال حيث سيكون أي لقاء أو أي كلام بيننا في إطار الحلال حتى وجودي هنا للدراسة سيكون أمام الله أيضا في الحلال توفرت له عدة فرص للوقوع في الزنا لكنه آثر عفة نفسه نحب بعضنا جدا فأنا لن أرتبط بشخص غيره أبدا ما حييت ندعو الله دائما لأن يوفقنا لمرضاته وأن يجمع بيننا في الحلال ما أريد أن أستفسر عنه هل ما اتفقنا عليه من أن نقوم بإجرات العقد جائز شرعا وهل هذه خطوة صائبة أم بماذا تنصحونا أعتذر على الإطالة ؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم في الفتوى رقم : 6015 . حكم سفر الفتاة للدراسة دون محرم ، وتقدم في الفتوى رقم :5855 . حكم زواج الفتاة دون ولي، ومنه تعلمين أن العقد بدون ولي ليس فيه حل للمشكلة ، فالذي ننصح به الأخت الفاضلة أن تعود إلى بلدها إن أمكنها ذلك ، وإكمال دراستها في بلدها ، لما في الإقامة في تلك البلاد من الخطر على دين المسلم وخلقه لا سيما المرأة ، وإن لم يمكنها العودة فعليها أن تشغل نفسها بما ذهبت من أجله ، وأن تقطع العلاقة بذلك الشاب قطعاً كاملاً ، فإنه لا يجوز لها ربط علاقة مع رجل أجنبي عنها ليس محرما وليس بينها وبينه عقد نكاح شرعي، وعليها التوبة إلى الله من الذنوب التي ارتكبتها معه ، وإن استطاعت إقناع والدها بأن يعقد لها عليه بتوكيل صحيح منه هو لشخص يوجد في بلد الوالد أو يوكل الأب من ينوب عنه في العقد فذلك هو الحل الأمثل ، لتكون علاقتها بالشاب شرعية وإقامتها في تلك البلاد آمنة .

نسأله سبحانه أن يوفقها لكل خير ، وأن يحصن فرجها بالحلال ، ويجنبها كل سوء .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني