الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تؤاخذ البنت بذنب أبيها

السؤال

تقدم لي شاب مؤدب وصاحب دين ومؤهل جامعي من كليات القمة ومن وسط أسرة محترمة ولديه شقة صغيرة مكونة من غرفتين وريسبشن اشتراها له والده ليتزوج فيها ومتوسط راتبه من 800 إلى 1000 جنيه في الشهر ويعمل في شركة خاصة ولكن والدي رفضه لأن ماديته لم تعجبه وطالبه بإحضار شقه أوسع وفي مكان آخر غير الموجود به شقته رغم أن هذا المكان ليس به أي عيب أبدا وفي حي راق وعلى هذا الأساس لم يتم قبوله، وتقدم لي بعده شاب آخر فيه كل المواصفات المادية والشروط التي يريدها والدي ووافق عليه والدي في الحال وتزوجت والحمد لله ولكن طبعه صعب جدا جدا وأنا أحاول إن أأقلم نفسي على طبعه وأتصرف جاهدة بما يتناسب مع طبعه، أنا أعلم وعلى يقين أن كل إنسان لم يتزوج إلا زوجته التي كتبها الله له والعكس ولكن بيني وبين نفسي أقول هذا ذنب فلان.... الذي رفضه والدي، وهل الإنسان يعاقب بذنب ليس له فيه دخل، للعلم أنا سعيدة بهذا الزوج والحمد لله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لأولياء الأمور أن يقدموا من قدمه الله ورسوله في من يرضونه زوجاً لبناتهم، وهو صاحب الدين والخلق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.... رواه الترمذي.

إلا أن رفض الولي شخصاً معيناً صاحب دين والقبول بآخر لأجل وضعه المادي الأفضل، ليس ذنباً يعاقب عليه، ما دام كفؤا للفتاة، وحتى على فرض كون هذا ذنباً فلا تؤاخذ عليه الفتاة إذا لم يكن لها يد في الأمر، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى.

وننصح الأخت بالرضا بما اختاره الله لها، ومحاولة التأقلم مع طباع زوجها، نسأله سبحانه أن يلهمنا وإياها رشدنا ويقينا شر أنفسنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني