الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما من داء إلا وقد وضع الله له شفاء

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأولا أود أن أشكركم على هذه اللفتة الكريمة واعطائنا بعض الوقت الثمين الذى نقدره فعلا جزاكم الله خيراً، وبارك لكم فى عملكم..لا أدرى من أين ابدأ أو ماذا أقول لأن حالتي غريبة جدا ومحرجة جدا، كما أيضا لا أدرى هل هي فعلا غريبة عندي وأنتم ترونها عادية بحكم عملكم...أنا أبلغ من العمر 33 سنة أعمل فى مجال المقاولات كما أنى ناجح جدا فى عملي وأحبه جدا وشخصيتي لا بأس بها اجتماعي أحب الاختلاط بشوش مرح لدي طموحات كثيرة كأي شاب حققت أغلبها بحمد الله وعونه مشكلتي محرجة جدا لم أجد أى سبيل آخر يساعدني ألا الله ثم أنتم فى هذا الموقف الصعب.. فى المدة الأخيرة انزرعت فى ذهني بعض الأفكار السلبية جدا، وهي عكس شخصيتي تماما وهذا ما يحيرني أفكار غريبة لا أدرى هل هى شيطانية وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم أم هي وسوسة أو هي مرض نفسى، الأفكار هي بأني عندما أفكر فى أن يدى مثلا تريد أن ترتعش عندما أريد أن آخذ هذا الفنجان أو الكوب من هذا الشخص الذى يقدم إلى الضيافة أو أنى أريد السقوط أثناء الصلاة فى الجامع أمام الناس عندما تأتى إلي هذه الأفكار ترتعش يدي فعلا ولا أتحكم فيها أبداً وترتخي من عند مرفق ذراعي ومن عند مفصل يدي وتتنمل فى هذه وفى الصلاة عندما أفكر فى سقوطي أثناء الصلاة ترتخي ركبي ولا أستطيع الصمود إلى آخر الصلاة والعياذ بالله وأتخيل بأني أريد السقوط ويثقل رأسي خصوصا من مؤخرة الرأس وعندما أركع وأتأهب للنهوض مجددا للركعة الأخرى وتأتي هذه الأفكار يثقل رأسي جدا وأرفعه وهو يرج ويرتعش وأكمل الصلاة بجهد جهيد وإرهاق.. أيضا عندما يريد أي شخص أن يقدم إلى ضيافة كوب أو فنجان قهوة أو ما شابه أفكر فى أن يدي لا تصمد وفعلا ترتخي جدا وترتعش وعندما أثبت وأريد أن أشرب بمجرد ما قربت الفنجان إلى فمي ترتعش يدي أيضا وتسترخي جدا وأحاول أن أشد عضلاتي وأجد نفسي فى نهاية المطاف تعب جداً، علما بأني لا أنحرج والإحراج لا يعرف إلي طريق معروف أيضا بين أسرتى بالمواقف الشجاعة والصلبة على ذكر أسرتى أريد أن أوضح لكم نقطة بأن هذا الموقف لا يواجهني مع أسرتي اطلاقا حتى فى الصلاة سوى وحدي أو مع أسرتي أو أقاربي لا يواجهني أبدا هذا الموقف ويمر كل شيء عادى جدا كأي شخص عادي، أخيراً فكرت فى الارتباط والزواج تعرفت على فتاة من عائلة محافظة جدا وملتزمين جدا تقدمت لخطبتها وتمت الموافقة وعقد القران أيضا بحمد الله وعونة، كما أن الفتاة أرادت مني أن أحضر إلى البيت وأتعرف عى إخوتها وأهلها لا أخفى عليكم أنا فى حيرة من أمرى وخائف جدا ماذا سيحصل لي عندما ترتعش يدى عندما آخذ أي شيء!!! وأنا الذى عندما أصلي فى الجامع وأجد إخوتها فى الجامع لا تكاد ركبى تحملني ألا بصعوبة حتى تنتهي الصلاة فما بالك أن أذهب إلى بيت خطيبتي، علما بأني فى الحديث متحدث جيد ولدي أسلوبي الخاص، لكن مشكلتي الوحدة هي هذه الافكار السلبية وفى نفس الوقت لا أستطيع الاعتذار على أي شىء يقدم إلى.. آسف جدا فى إطالة هذه الرسالة التي حاولت فيها أن اختصر مشاعرى، كما أريد منكم أن لا تأخذو فكرة عني بأني خجول أو انطوائي بل بالعكس أنا إنسان اجتماعى جدا ومرح جدا فى نهاية الأمر، هل أنا أعانى من مرض نفسي، هل أنا أعاني من وسوسة قوية جدا، ساعدوني أرجوكم لكي أتغلب على هذه الحالة هل أذهب إلى طبيب نفسي، ولكنى لا أحب العقاقير المهدئة، أرجوكم أريد الرد سريعا لكي أذهب وأتزاور مع أهل خطيبتي وأتعرف عليهم، ولكن ماذا لو حصل هذا أمامها ماذا ستقول عني أرجوكم ساعدونى؟ أثابكم الله عنا خيراً، وشكراً لكم على حسن تعاونكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما ننصحك به هو أن تعرض حالتك هذه على طبيب مختص، فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له دواء، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي فقال: تداووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع له شفاء... رواه أصحاب السنن.

وإذا كنت على يقين من أنك لا تعاني من مرض عضوي، فعليك أن تعرض حالتك على طبيب نفسي، وإذا لم ينفعك أو علمت أن حالتك ليست نفسية، فقد تكون من وسوسة الشيطان ومس الجن أو السحر، فعليك أن تقرأ الآيات والأذكار التي تبطل السحر وتشفي من مس الجن، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية ففيها من التفصيل عن هذا الموضوع ما يفيدك: 12128، 3086، 11752.

وقبل ذلك وبعده ننصحك بالمحافظة على فرائض الله تعالى، والمحافظة على الأذكار المأثورة في الصباح والمساء وعند النوم والخروج والدخول، فهي حصن المسلم الحصين الذي يحفظه بإذن الله تعالى من كل مكروه، وما يقطع هذه الأفكار التي تسبب لك هذه الحالات وعدم الاسترسال فيها، كما ننصحك بالبعد عن المخالفات الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني