الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة جماعة في مكان العمل مع وجود مسجد في المكان تقام فيه الصلاة

السؤال

نحن نعمل في شركة، والشركة يوجد فيها جامع كبير، تقام فيه أغلب الفرائض، ونحن نعمل في الإدارة ونؤدي صلاتي الظهر والعصر كل يوم، وتبعد الإدارة عن المسجد مسافة تبعد من ثلاث إلى خمس دقائق مشياً على الأقدام، ولكن الإخوة في الإدارة يتكاسلون عن أداء الفريضة في المسجد، ويقومون بأداء الفريضة جماعة مع الموظفين. فهل عملهم صحيح؟
أفيدونا، مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كانت هذه الشركة يتوفر بها جامع كبير، وكان بعدكم عنه على نحو ما ذكرت، فالواجب الصلاة فيه، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً؛ فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. رواه مسلم.

ومعنى: قوله: حيث ينادى بهن، أي في المساجد، فلا يجوز التخلف عن الجماعة إلا بعذر شرعي معتبر، ومما يدل على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرخص للأعمى أن يتخلف عن الجماعة، وأن يصلي في بيته. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول: إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فأجب. وعند ابن ماجه: إني كبير شاسع الدار.

ولو فعل بقية الموظفين كما يفعل هؤلاء، لأفضى ذلك إلى تعطيل المسجد عن وظيفته التي بني من أجلها وهي الصلاة.

ومن هنا؛ فإننا ننصح السائل الكريم بالترفق في دعوة هؤلاء الموظفين، وترغيبهم في الصلاة مع الجماعة في المسجد، فإن أبوا وصلوا وحدهم لغير عذر صحيح أثموا، وصلاتهم صحيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني