السؤال
كيف أستطيع التوفيق بين الحديث(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه....) وبين ما أشعر به من عدم الارتياح بعد صلاة الاستخارة؟
كيف أستطيع التوفيق بين الحديث(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه....) وبين ما أشعر به من عدم الارتياح بعد صلاة الاستخارة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي وابن ماجه، فيه دليل على استحباب تزويج صاحب الدين والخلق، وإن كان قليل المال أو الجمال أو الحسب.
قال العلامة المباركفوري في شرحه على الترمذي ("وفساد عريض" أي ذو عرض أي كبير، وذلك لأنكم إن لم تزوجوها إلا من ذي مال أو جاه، ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم بلا نساء، فيكثر الافتتان بالزنا، وربما يلحق الأولياء عار فتهيج الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب، وقلة الصلاح والعفة) أ هـ.
وهذا لا يتعارض مع أمر الاستخارة وما قد يعقبها من عدم الارتياح والاطمئنان، فإن الحديث يفيد أن صاحب الخلق والدين أهل للقبول وعدم الرفض، لكن قد لا يكون فلان بعينه من أهل الدين والخلق مناسباً لهذه المرأة، فإذا استخارت الله تعالى صرفها الله عنه، وفي ذلك خير له ولها.
ومن رفضت الخاطب المتدين لأجل عدم ارتياحها بعد الاستخارة، كان رفضها لأجل الاستخارة، وليس لدينه وخلقه، أو قلة ماله وجماله، فلا تكون داخلة في الذم المستفاد من الحديث.
وعلى المرأة وأوليائها أن يوطنوا أنفسهم على قبول صاحب الدين والخلق مهما كان ماله وجماله وحسبه، مع الاستعانة بالاستخارة، والسير على مقتضاها. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني