السؤال
ما حكم من يذهب إلى فتاة وتقول له اذهب وسيشفيك الله في أمراض معينة مثل أمراض الباطنة والغضروف وتأخذ مبلغا صغيرا قدره خمسة جنيهات مصرية ولا تأخذ كل الحالات وترجع بعض الناس والذين تقبل منهم النقود يكونون في حاله جيدة مثل أمراض الكبد ومن يتكلم عنها أو يقول عليها قول لا يعجبها من قبل أن يأتي إليها لا تأخذ منه الأموال وتقول له ارجع، فما حكم الإسلام في ذلك؟ أفادكم الله وما حكم الذهاب إليها.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت الفتاة المذكورة تعالج الناس بالقرآن والأذكار والأدعية المشروعة فلا حرج في إتيانها لأن القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ{فصلت: 44}. ويقول سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ{يونس:57}. ويقول سبحانه وتعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً {الاسراء:82}. والجدير بالملاحظة أن الأجنبي يجب عليه غض بصره عن الفتاة المذكورة ولا تجوز له الخلوة بها. وإن كانت تعالج بالسحر والشعوذة وتسخير الجن، أو تدعي علم الغيب فإنه لا يجوز إتيانها ولا التداوي عندها. لما روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. ولا فرق في كل هذا بين أن تأخذ الفتاة من المريض مبلغا كبيرا أو صغيرا أو أن لا تأخذ منه شيئا.
والله أعلم.