السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
زوج أمر زوجته بألا تزور أمها المريضة إلا عندما تسمح الظروف، لكن الزوجة ذهبت بدون إذن زوجها، فما هي النصائح التي توجه لكل من الزوجين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
زوج أمر زوجته بألا تزور أمها المريضة إلا عندما تسمح الظروف، لكن الزوجة ذهبت بدون إذن زوجها، فما هي النصائح التي توجه لكل من الزوجين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنصيحتنا للزوجة أن تطيع زوجها بعدم الخروج من بيته إلا بإذنه، فإن ذلك مما يجب عليها وإن كان الخروج لزيارة أمها، ويعد خروجها من البيت بدون إذن الزوج من النشوز.
ونصيحتنا للزوج أن لا يمنع زوجته من زيارة أمها، فإن ذلك نوعاً من الصلة الواجبة حتى في حال صحة الأم، ومن باب أولى وآكد حال كونها مريضة، مع التنبيه إلى أن ما ورد في السؤال حالة لا ينبغي أن يصل إليها الزوجان، لأنها حالة تنبئ عن انعدام الأساس الصحيح والسليم الذي تبنى عليه العلاقة بين الزوجين كما يحب ربنا ويرضاه.
فإن الأساس الذي تبنى عليه العلاقة بين الزوجين هو قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، وقال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي عن عائشة.
فالبيت الذي يبنى على هذه الأسس الشرعية لا يصل الحال فيه إلى ما ورد في السؤال، فلا الزوج يمنع زوجته من زيارة أمها، ولا الزوجة تخرج دون إذن زوجها، بل لا يقتصر كلا الزوجين على ما يجب عليه نحو الآخر، بل يسعى للإحسان للآخر والتقرب إلى الله بذلك، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني