الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج من إساءة أهله إلى امرأته

السؤال

أنا متزوج منذ عدة أشهر، زوجتي من عائلة محترمة جدا ويشغلون جميعهم مراكز مرموقة، بينما أنا من حي شعبي، لم تلتفت زوجتي ولا أهلها لهذا الفرق بينما زوجوا ابنتهم من ارتضوا خلقه ودينه، أهلي دائموا الإساءة لزوجتي رغم أنها تحملت معي الكثير حتي يتم الزواج وذلك لظروفي المادية، وضحت بالكثير من أجلي، هي تغاضت كثيرا عن إساءاتهم لها وحاولت التقرب منهم وكسب حبهم لكن دون جدوي، أنا لا أعرف ماذا أفعل هل إذا عاتبتهم أكون عاقا، وماذا لو جعلتها تتجنب التعامل معهم لأنها لم تعد تتحمل وأصبح ذلك يؤثر على نفسيتها وأعصابها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على الزوج أن يزيل الضرر الواقع على زوجته من أهله أو غيرهم، ومن حقها الانفراد بمسكن لا تتضرر فيه، وينبغي له أن يسلك سبيل التوفيق والإصلاح بين أهله وزوجته، لما لكل منهم من حق عليه، فأعط كل ذي حق حقه، لا سيما الوالدين ولا يجوز له مقاطعتهم أو مخاصمتهم فإن ذلك من العقوق، ولا بأس بنصحهم بلين وأدب، وبيان عدم جواز ما يفعلونه مع زوجته.

وله أن يذكر زوجته أن ما تتعرض له من إساءة إنما هو ابتلاء من الله ليكفر من سيئاتها ويرفع من درجاتها، إن هي صبرت واحتسبت الأجر عنده سبحانه وتعالى، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته.

وفي رواية: ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة. ولا بأس أن تتجنبهم لإزالة الضرر الواقع عليها، إذا لم يجد معهم النصح والتعامل الحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني