السؤال
سؤالي إلى فضيلتكم هو كالتالي:ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث ً عن فضائل بعض سور القرآن الكريم, كقراءة سورة تبارك (الملك ) كل ليلة, وكذلك الدخان والواقعة وغيرها ... وأنا ولله الحمد أداوم عليها ولكن قد يعتريني بعض الملل فأحب أن أقرأ سوراً أخرى، فبماذا تنصحوني؟وهل يعقل للمسلم أن يبقى مداوما ً على هذه السور وأن يترك بقية السور الأخرى؟جزاكم الله كل خير ونفعنا بكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الحث على تلاوة القرآن الكريم كله، والنهي عن هجره، كقوله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ {النمل:91-92}. وقوله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ {العنكبوت:45}. وقوله عز وجل: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {الفرقان:30}.
فهذه الآيات تأمر بقراءة القرآن كله، وتحذر من هجره، وقد ورد الحث على قراءة سور أخرى أيضا غير التي ذكرت مثل قراءة الفاتحة والبقرة وآل عمران والكهف والكافرون والإخلاص والمعوذتين وغيرها. قال صلى الله عليه وسلم: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه يوم القيامة، اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة. رواه مسلم في صحيحه.
وقال صلى الله عليه وسلم: الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه. متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وعن ابن مسعود أيضا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. صحيح رواه الترمذي.
فقراءة أي شيء من القرآن فيها أجر عظيم وفضل كبير، ويسن لك أن تحافظي على قراءة السور التي ورد الحث على قراءتها كل ليلة، وإذا أردت أن تقرئي غيرها فالقرآن كله مأمور بقراءته، وكله خير.
وننبه إلى أن الحديث الوارد في قراءة سورة الملك كل ليلة حديث صحيح، وأما قراءة الواقعة فحديثها ضعيف، وأما قراءة الدخان فحديثها موضوع.
والله أعلم.