السؤال
السلام عليكم ، أرجو تقييم هذا الكلام حيث إني وصلت الى نتيجة أريد أن أعرف مدى صحتها وقد بينت ما قلته بعد قولي (قلت) ،*جمهور أهل السنة أن الذنوب كبائر و صغائر واحتجوا بقول الله تعالى< <إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم >> فنصت الآية الكريمة أن مجرد اجتناب الكبائر يكفر الصغائر وذهب عامة الأصوليين ومنهم الجويني وهو قول الأشاعرة أن الذنوب كلها كبائر بإضافتها الى الله عزوجل واذا أضيفت إلى بعضها فلا شك أن بعضها أكبر من بعض لكن كلها كبائروالذي حملهم على هذا أنهم قالوا إننا لو حملنا الآية على ذلك لكان كل من لم يأت بكبيرة وقعت منه الصغائر مغفورة وهذا يؤدي الى إباحة الكثير من أمور الشرع . كذلك قالوا إن حديث <الصلوات الخمس .....مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر> فاذا كان مجرد اجتناب الكبائر يغفر جميع الذنوب فما الذي تفعله الصلوات الخمس وغيرها مما ذكر في الحديث ؟ ورد بأن من جملة الكبائر المذكورة في الحديث ترك الصلوات والجمعة وصوم رمضان فيكون معنى الحديث أن من ترك الكبائر- ومن ذلك ترك الصلاة - كفرت عنه سيئاته ، (قلت) : وقد يقال إن توجيه الحديث بذلك فيه نظر لأن سياق الحديث فيه تأثير الصلوات في غفران الذنوب .(قلت) : قد يقال إن اجتناب الكبائر يجعل للصلوات الخمس وغيرها تأثير في غفران الذنوب أما إن لم تجتنب الكبائر فسياق الحديث يبين أن الصلوات الخمس لا يكون لها تأثير في غفران الذنوب إلا إذا اجتنبت الكبائر فيكون مدار الأمر كذلك على الكبائر، أما الآية الكريمة فقد يكون معناها أنه إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم بما جعلنا لكم من مكفرات كالصلوات الخمس وغيرها .وفي هذا التوجيه فوائد :*الجمع بين الآية والحديث *عدم إهمال جانب الصغائر حيث تجعل مغفرتها مقرونة بأمرين : - اجتناب الكبائر - فعل المكفرات التي بينها الله عزوجل - عدم إهمال الأدلة الأخرى المبينة أن لمحقرات الذنوب مطلبا من الله تعالى .والله أعلم