السؤال
بعض المنتجات تشتمل على ألفاظ متعلقة بالدين مثل مكة كولا والإيصالات المكتوب عليها البنك الإسلامي, هل هذه الألفاظ لها حكم أسماء الله عز و جل و أسماء الأنبياء من حيث امتهانها أو إلقائها في سلة المهملات دون ثقب العبوة عند كلمة مكة أو حرق الورقة أو شطب اللفظ , وأيضاً عند إلغاء ملف من الكمبيوتر تظهر صفحة بها اسم الملف(قد يكون من الأمور المتعلقة بالدين كالقرآن الكريم مثلاً) وإلى جانب الاسم سلة مهملات(recycling bin) ومكتوب هل أنت متأكد من رغبتك في إرسال الملف كذا إلى سلة المهملات؟ هل يجب أن أغير اسم الملف قبل إلغائه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن وجوب احترام ما فيه أسماء الله تعالى وأسماء الرسل محل إجماع، لقول الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج: 30}. وقوله: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}. ويلحق بذلك كل شيء عظمه الشرع. وينبغي للمسلم أن يحترم كل مكتوب ولو لم يتضمن أسماء الله تعالى أو أسماء أنبيائه، لأن الحروف قد قال بعض أهل العلم بأن لها حرمة ثابتة، ففي الدسوقي قال الشيخ إبراهيم اللقاني: محل كون الحروف لها حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي، وإلا فلا حرمة لها إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله، وقال عج ( على الأجهوري) لها حرمة سواء كتبت بالعربي أو بغيره، وهو ما يفيده ح ( الحطاب) وفتوى الناصر. قال شيخنا وهو المعتمد. وإذا احتوت الحروف على مسميات معظمة شرعا مثل مكة والمدينة وكلمة الإسلام ونحو ذلك، كان لها احترام زائد على ما لو كانت مسميات لأشياء غير معظمة في الشرع. ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 40592. وعليه فالمسميات مثل: مكة كولا والبنك الإسلامي، مع أنها لا تبلغ درجة أسماء الله بل ولا أسماء الأنبياء في وجوب التعظيم، فإنها تستحق الاحترام لكونها حروفا أولا وذلك عند من يرى تعظيم الحرف كيف كان، ولكونها أيضا مسميات يعظمها الشرع، فلا ينبغي امتهانها ولا إلقاؤها في سلة المهملات. وأما سلة المهملات التي على شاشات أجهزة الكومبيوتر فلا نرى أنها تأخذ حكم سلة المهملات الحقيقية، لأنها لا تحوي في الواقع مهملات، وإنما يراد منها تخفيف محتويات الشاشة، وعليه فليس من الواجب تغيير اسم الملف قبل إلغائه فيها.
والله أعلم.