السؤال
ما هي الحكمة من أداء مناسك الحج، ولماذا تقوم بفعلها بهذا الشكل؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيمكنك أن تعرف من تولى بناء الكعبة من الفتوى: 17346، والكعبة مبنية بالحجارة، ففي صحيح البخاري عند ذكره لقصة بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام للكعبة : .. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا تحت دوحة قريبة من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ..
وقصة بناء الكعبة مشهورة مفصلة في كتب السيرة والتاريخ، والفوائد والحكم التي يجنيها المسلم من أداء مناسك الحج كثيرة، منها:
1- إقامة ذكر الله تعالى عند مختلف المناسك.
2- حصول المنافع من مغفرة للذنوب ونحوها.
قال الله تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {الحج:27-28}.
قال القرطبي في تفسيره: منافع لهم: أي المناسك كعرفات والمشعر الحرام، وقيل المغفرة، وقيل التجارة، وقيل هو عموم أي ليحضروا منافع لهم، أي ما يرضي الله تعالى من أمر الدنيا والآخرة، قاله مجاهد وعطاء، واختاره ابن العربي، إلى أن قال: والمراد بذكر اسم الله ذكر التسمية عند الذبح والنحر، مثل قولك عند الذبح: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وراجع بقية فوائد الحج في الفتوى رقم: 31892.
ثم إن الله تعالى قد فرض علينا أداء الحج بهيأته ومناسكه المعروفة، فالواجب علينا الخضوع والتسليم لأمره تعالى، فالأصل في العبادة أنها تعبدية واجبة الامتثال بالرغم من عجز العقول البشرية عن إدراك الحكمة من فرضها على الصفة المأمور بها.
والمسلم يلزمه التسليم لما يعجز عن إدراكه ليظهر صدق إيمانه وصحة استسلامه لله تعالى عبدا ضعيفاً عاجزا عن إدراك الجميع، وراجع المزيد من التفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4406، 8139، 20981.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني