السؤال
هل يحق للرجل بعد أن يضرب زوجته ويعنفها ويسبها ويسب أباها وأمها بأفظع الشتائم وبأحقر الصفات، ثم يعاملها معاملة لا تليق بالحيوان فضلا عن البشر، هل يحق له بعد ذلك أن يقول لها تجهزي واستعدي لكي أمارس معك الجنس ويقول هذا حقي، فالمرأة بعد ذاك لا تستطيع أن تنام معه وهي بالفعل لا تقدر فالمسألة ليست جسدا من اللحم فقط وإنما بالنسبة للمراة فالموضوع نفسي وعصبي وإحساس وشعور بنسبة 100% ووضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر [لم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل ثم لعله يعانقها]، وقال صلى الله عليه وسلم إِلى: مَا يَعْمِدُ أحَدُكُمْ فَيَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ ولَعَلّهُ أَنْ يُضَاجِعَهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ.هل بعد ذلك من ضرب وإهانة ثم دعاها إلى الفراش فامتنعت هل تاثم، خصوصا وأنها بعد ذلك لا تطيقه ولا تقدر، أفيدونا؟ جزاكم الله مع رأي الأئمة والمذاهب بالتفصيل، لأن هذا الأمر أصبح منتشرا كثيرا جدا جدا؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلا من الزوجين مأمور شرعاً بحسن العشرة للآخر، لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وقال سبحانه وتعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}، ولا شك أن شتم الزوجة وسب أهلها يعد خروجا واضحا من الزوج على العشرة بالمعروف التي أمره الله تعالى بها اتجاه زوجته، ولأنه إذا كان هذا ممنوعا، في حق الغير فهو في الزوجة أشد حرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. وانظر الفتوى رقم: 6540.
وعلى هذا فالواجب على هذا الزوج الذي هذه حاله أن يتقي الله تعالى ويكف عن هذه الأفعال التي تنافي الدين والخلق الحميد، وننصح الزوجة بأن تصبر ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وأن تحاول أن تتفادى ما يثير هذا الخلق السيء عند زوجها وإن رأت أن توسط من له تأثير على زوجها حتى يقنعه بالتخلي عن هذه التصرفات فلا بأس فإن لم تجد فائدة لذلك وخشيت على نفسها ضررا من تماديه في ضربها وأذيته لها من غير حق شرعي فلها رفع أمرها إلى القاضي لرفع هذا الضرر.
أما مسألة امتناعها عن فراش الزوج بحجة معاملته السيئة فهذا لا يجوز، وانظر الفتوى رقم: 9572.
والله أعلم.