السؤال
سؤالي هو كألآتي : إنني في بعض الأوقات أقص على أولادي الكبار الظلم الذي كنت أعانيه من جدتهم لأبيهم ، ولا زلت أعانيه، وأشعر أنني أرتاح عندما أتكلم معهم أو حتى مع قريب لي أو قريبة لي جداً وبنفس الوقت أكون حريصة على إفهامهم أن يحترموها ويكونوا لها الأحفاد الممتازين، وأرجو من الله يا أخي الفاضل أن لا تعتبر كلامي متناقضاًً حيث إنني أقص لهم ظلم جدتهم وبنفس الوقت أحثهم على احترامها وخدمتهافالله يعلم أنني ما أقص عليهم سوى لشدة الضغط النفسي الذي في داخلي من قبلها وقبل ابنتها أيضا، وأشعر بقهر شديد في داخلي وباضطهاد كبير لا يعلم مداه سوى الذي قدره لي.. وإنني أستعين بالله دائما بأن يخفف عني هذه الضغوط وآثارها.. المهم في سؤالي ،، هل يقع علي أي إثم بسبب ما أقوله لأولادي عن ظلمهم لي وبصراحة يا شيخي الفاضل أشعر أنهم سببوا لي كثير من الآلام النفسيـة التي لا زلت أعاني منها والله المستعان. وأرجو من الله منك يا شيخي الكريم أن تشرح لي شرحا وافيا للإجابة على تساؤلي وأسألكم بالله الدعاء لي.وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن صبرك على أم زوجك خير لك عند الله من الكلام عنها وذكر ظلمها، دليل ذلك قوله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{البقرة: ة195} وقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {المؤمنون: 96}. ثم إن في ترك الكلام عن أم زوجك حفظا للود بينك وبين زوجك، وصيانة لمشاعر أبنائك من الحقد والبغض لجدتهم. ولو حدث أن تكلمت عن ظلم أم زوجك لك فقد تركت ما هو الأفضل والأحسن؛ ولكن لست آثمة لأن الله تعالى يقول: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء: 148}. قال الإمام البغوي في تفسيره: يعني: لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم، يجوز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم وأن يدعو عليه، قال الله تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ قال الحسن: دعاؤه عليه أن يقول: اللهم أعني عليه، اللهم استخرج حقي منه. اهـ.
ونسأل الله لك الهداية والتوفيق للخير وأن يرزقك الصبر.
والله أعلم.