السؤال
أحد أصدقائي منعه أبواه من مصاحبة ومجالسة أهل الذكر في حلقات العلم، وإن أبى هدداه لن يكونا راضيين عليه، فيخشى أن يكون قد وقع في معصية الأبوين، فما رأيكم؟
أحد أصدقائي منعه أبواه من مصاحبة ومجالسة أهل الذكر في حلقات العلم، وإن أبى هدداه لن يكونا راضيين عليه، فيخشى أن يكون قد وقع في معصية الأبوين، فما رأيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طلب العلم فريضة، قال صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. وإنما يحرص على طلبه من علت همته وأراد الله به الخير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
وقال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.
والعلم الشرعي منه ما يجب على كل مكلف لتصحيح إيمانه وعقيدته، ولتصحيح ما يجب عليه من العبادات، ومنه ما هو مندوب إليه كغير ذلك من صنوف العلم.
ولا تجوز طاعة الوالدين إذا منعا ولدهما من طلب العلم الواجب، قال صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. وقال: السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة. متفق عليهما.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والألباني، ولمزيد بيان راجع الفتوى رقم: 38030 ففيها فائدة كبيرة لك.
وإنه لمن مظاهر غربة الدين في هذا الزمان أن بعض الآباء يمنعون أبناءهم من غشيان مجالس العلم والذكر، فالله المستعان، وما يدريهم أنهم إذا منعوا أبناءهم من هذه المجالس ومنعوهم من صحبة الصالحين فإنهم سيلتحقون برفقة سوء تؤذيهم، فيذوق وبال ذلك ذووهم، فالنفس إن لم تنشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل.
والإنسان اجتماعي بطبعه، فلو لم يصحب الصالحين سيصحب غيرهم ممن هم دونهم في الدين والخلق.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني