السؤال
لقد قرأت الموضوع في إحدى الصحف، فالرجاء تزويدي بالرد عليه، وجزاكم الله كل الخير، والموضوع هو: أتلقى كثيراً من أعز أصدقائي رسائل الإلكترونية تدعوني إلى ترديد أدعية معينة أو توزيع نشرات مماثلة على من أعرف من الأصدقاء والزملاء والمصيبة أنهم ليسوا هم المرسل الأول للرسالة، ولكنهم عملا بوصية مرسلها يعيدون إرسالها لأصدقائهم بدون تفكير، وهذه الرسالة عبارة عن أحاديث منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام تدعي أن من يقول كذا وكذا مائة مرة يبني الله له قصرا في الجنة، وعلى الرغم أننا كلنا نعرف أن الإسلام يدعو إلى العمل وأنه دين عمل وليس دين كلام كما جاء في الآية الكريمة {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، فإننا نصدق بدون وعي أن مجرد الكلام يدخل الناس للجنة، ثم نتحمل وزر إعادة إرسال هذه الرسائل لمزيد من الأصدقاء، فهل فكر أحدنا في هوية ا لمرسل الأول لهذه الرسائل، ومن له مصلحة في تحويل الإسلام من دين عمل إلى دين كلام؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن توزيع الأحاديث على من يستفيد منها وترديد الأدعية المعينة يتوقف حكمه على ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من عدمه، فإن ثبتت نسبتها إليه، فإن نشرها من عمل الخير والتعاون على البر والتقوى والدلالة على الأعمال الصالحة.
وتكرارها من الأعمال الصالحة أيضاً، لأن اللسان من الجوارح وعمله الذكر والتلاوة والدعاء، ولا يقال فيه أنه مجرد كلام وليس عملاً، بل هو عمل فقد ثبت أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما إن لم تثبت نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يجوز نشرها فقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم من قال عنه أو حدث عنه بما لم يقل، فقال: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. رواه مسلم.
وقال: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع. رواه مسلم.
والله أعلم.