السؤال
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ورزقني الله بطفل. وسؤالي هو: هل يجوز لي طلب الطلاق للأسباب التالية:
أولاً: عدم قدرتنا على التفاهم، وتكرار المشاكل؛ فزوجي دائمًا يرى أنني المخطئة.
ثانياً: عدم قدرتي على الإنجاب مرة أخرى، مع العلم أنني ذهبت إلى عدة أطباء، ولا يوجد ما يمنع.
ثالثاً: عدم قدرتي على تلبية احتياجات زوجي في كل الأوقات، بسبب ضغوط الحياة، وحالتي الصحية أحيانًا. فهل يحق لي طلب الطلاق على أمل أن يكون زوجي سعيدًا مع امرأة أخرى؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنّ المرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ، وقد ورد في ذلك وعيد شديد، ففي سنن ابن ماجه عن ثوبان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة.
لكن إذا ساءت العشرة بين الزوجين، أو تأذت الزوجة من بقائها مع زوجها؛ فلا حرج عليها في طلب الطلاق. قال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري: وفيه أن الأخبار الواردة في ترهيب المرأة من طلب طلاق زوجها محمولة على ما إذا لم يكن بسبب يقتضي ذلك. انتهى.
وقال المناوي -رحمه الله- في شرح الجامع الصغير: أَي: فِي غير حَال شدَّة تدعوها لذَلِك. انتهى.
وقال السندي -رحمه الله- في حاشيته على سنن ابن ماجه: أي: في غير أن تبلغ من الأذى ما تُعذر في سؤال الطلاق معها. انتهى.
فإن كنت تتأذين من عدم التفاهم مع زوجك، وكثرة الشجار بينك وبينه، وضعف قدرتك على إيفائه حقوقه؛ فلا حرج عليك في طلب الطلاق.
لكن نصيحتنا لك ألا تتعجلي في طلب الطلاق، وأن تجتهدي في الإصلاح والسعي لحل المشكلات ما أمكن. وراجعي الفتوى: 276421.
والله أعلم.