الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يُرجى أن ينال النادم بعد إيذاء نفسه بسبب المرض أجر الصابرين

السؤال

لدي مرض نفسي شديد يسبب الاكتئاب والحزن مما جعلني أجرح يدي بالسكين، فهل هذا من الجزع عند المصيبة مثل النياحة؟ علما أنني ندمت على ما فعلت، وهل إذا صبرت بعد ذلك يكون لي أجر حيث قرأت حديثا يقول: إن الصبر عند الصدمة الأولى

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يرزقك الصبر على البلاء، وأن يأجُرك في مصيبتك، ويعوّضك خيرًا.

والواجب على المؤمن إذا أصابه شيء من ابتلاءات الدنيا وآلامها، التي لا تخلو منها الحياة؛ أن يفزع إلى إيمانه، واستحضار التسليم لأقدار الله، والصبر على قضائه، هذا الذي ينفع في مثل هذه المواقف.

أما الجزع، وإيذاء النفس، فهو ضرر محض، لا نفع فيه.

ولا شك أنَّك أخطأت خطأ بالغًا عندما جرحت نفسك؛ فإنَّ إيذاء الإنسان نفسه، وتعريضها للتلف والهلاك مما حرَّمته الشريعة الغرّاء.

وطالما أنك تبت إلى الله تعالى، وندمت على ما فعلت؛ فنبشرك بتوبة الله تعالى عليك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

هذا، وربما يكون قد فاتك ثواب الصبر عند الصدمة الأولى بسبب جزعك وإيذاء نفسك، لكن بعد توبتك وندمك وصبرك واحتسابك؛ فأنت على خير، ولا يفوتك ثواب الصابرين على البلاء -إن شاء الله تعالى-.

وللفائدة، انظر الفتاوى: 359527، 49668، 176239، 146813، 292390.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني