الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصدقة بين حسن النية ومكائد الشيطان

السؤال

شخص كان على علاقة محرمة مع فتاة -اقتصرت على محادثات، ورسائل نصية عبر الإنترنت- ثم تاب إلى الله، وابتعد عن الفتاة، وحذف أي شيء قد يغري الشيطان بهما، أو يعيد التواصل بينهما.
والد الفتاة كان قد ترك العمل، ويمر بظروف مالية صعبة؛ فقام الرجل بإرسال مبلغ مالي للفتاة لمساعدتها في حال احتاجت إلى شيء، ولم يكن والدها قادرًا على تلبيته.
فهل يُعتبر هذا المبلغ من الصدقة، حيث إنه مساعدة لشخص حتى وإن لم يطلب المال، أو لم يعلن حاجته، بل شعور الرجل بذلك كان من باب الظن أن الفتاة قد تخجل من طلب المال؟
وهل يُعدّ هذا من صدقة السر أم لا؟
وشكرًا مقدمًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي وفقه للتوبة، ونسأل الله أن يتقبلها منه، وأن يثبِّته عليها.

وعليه الحذر من تلبيس الشيطان بِجَرِّه إلى المعصية مرة أخرى تحت مبررات فعل الخير، فحيل الشيطان لا تنتهي. وقد قال كما في الآية: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف: 17}.

وهذه الصدقة على الفتاة المذكورة إذا لم يُخش منها أن تجره إلى المعصية التي تاب منها؛ صدقة من الصدقات المستحبة، والأولى دفع تلك الصدقة لوالدها، وهو أرحم بها، وأعلم بحاجتها من غيره.

وعلى كُلٍّ، فلا بد من الحذر كل الحذر من مكائد الشيطان، وحبائله، التي يوقع بها الإنسان.

ولمزيد من الفائدة؛ راجع الفتوى: 116825.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني