السؤال
أريد أن أحصل على نموذج للمسلم الصالح (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم) لأني سمعت حديث عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن" وأريد أن أتحلى بها واحدة واحدة حتى السنن المهجورة، وكيف أجعلها مستقرة في قلبي؟
أريد أن أحصل على نموذج للمسلم الصالح (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم) لأني سمعت حديث عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن" وأريد أن أتحلى بها واحدة واحدة حتى السنن المهجورة، وكيف أجعلها مستقرة في قلبي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على التحلي بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته، واقتفاء أثره.
ثم إن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة لا يمكن حصرها في هذا المقام، فقد ألف فيها بعض أهل العلم كتبا كبيرة شرحوا فيها تلك الأخلاق، وسنذكر نماذج منها على سبيل المثال لا الحصر.
يقول ابن جزي: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ، هذا ثناء على خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن، تعني التأدب بآدابه، وامتثال أوامره، وعبر ابن عباس عن الخلق بالدين والشرع، وذلك رأس الخلق، وتفصيل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع كل فضيلة، وحاز كل خصلة جميلة، فمن ذلك شرف النسب، ووفور العقل، وصحة الفهم، وكثرة العلم، وشدّة الحياء، وكثرة العبادة والسخاء والصدق والشجاعة والصبر والشكر والمروءة والتودد والاقتصاد والزهد والتواضع والشفقة والعدل والعفو وكظم الغيظ وصلة الرحم وحسن المعاشرة وحسن التدبير وفصاحة اللسان وقوة الحواس وحسن الصورة وغير ذلك، حسبما ورد في أخباره وسيره صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقال الجنيد: سمى خلقه عظيما، لأنه لم تكن له همة سوى الله عز وجل. اهـ
وقال ابن كثير في تفسيره: ومعنى هذا أنه عليه السلام، صار امتثال القرآن، أمرا ونهيا، سجية له، وخلقا تطبعه، وترك طبعه الجبلي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشجاعة، والصفح والحلم، وكل خلق جميل. كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: "أف" قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم. والأحاديث في هذا كثيرة، ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب "الشمائل". اهـ
فننصحك للتعرف على أخلاق النبي صلى الله عليه، وسلم بالرجوع إلى كتاب (الشمائل) للترمذي وكذلك كتاب (الشفاء) للقاضي عياض. وبعض الكتب المذكورة في الفتوى: 288388، وهي بعنوان " كتُب في الأخلاق الإسلامية"
ومن أسباب استقرار أخلاق النبي صلى عليه وسلم في القلب: الدوام عليها، واستحضار عظمتها وفضلها، وأنها أفضل الأخلاق التي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني