الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع مبلغ مقابل التربح من مشاهدة الإعلانات

السؤال

أنا مشتركة في تطبيق اسمه: كونتي، وأشترك فيه بمالي الخاص، وهو يعطيني مهامًّا لفترة مدتها 75 يوما، بربح يومي ثابت، وبعد انتهاء الفترة لن أستطيع استعادة مالي الخاص، فقط سوف آخذ الأرباح.
مثال من الاشتراك: أنا اشتركت بخمسين دولارا، ولديَّ أربع مهام يوميا، وهي مشاهدة إعلانات لأفلام فيها المباح، وغير المباح، لكني أشاهد المباح فقط.
وعند الانتهاء من المهام اليومية أربح دولارين في اليوم، أي إجمال ربحي في فترة 75 يوما هي 150 دولارا، ولن أستطيع إرجاع مبلغ الاشتراك.
وفي حال أني لم أقم بمشاهدة الإعلانات اليومية لن أربح شيئا.
كثير ممن سألتهم قالوا لي: إنه مثل الربا، ولكني أختلف معهم، لأني لا أستطيع ضمان رأس المال، والربح والخسارة يعتمدان على مشاهدتي للإعلانات.
فما الحكم الشرعي في هذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاشتراكك في التطبيق بدفع ذلك المبلغ مقابل ما يرجى تحقيقه من ربح من خلال مشاهدة الإعلانات؛ لا يجوز، فهو أقرب إلى القمار.

كما أن التربح من مشاهدة الإعلانات -ولو لم يدفع المشترك شيئا للتطبيق-؛ لا يخلو من محاذير.

منها: اشتمال كثير من الإعلانات على محاذير شرعية يتعذر تجنبها.

كما أن تلك الإعلانات هي لجهات تبذل مالًا مقابل عرضها على الجمهور، ليصله الإعلان، فتقوم تلك المواقع بتأجير من يفتح الإعلانات، فتوهم أصحاب الإعلان أنه تمت مشاهدته آلاف المرات، وهو لم يشاهده إلا أشخاص معدودون، ولا غرض لهم في مشاهدته، فيكون ذلك من الغش، والخداع، والتعاون على الإثم.

وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحرَّاها، وفي الحديث: إن روح القدس نفث في رُوعي؛ إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن يطلبه أحدكم بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن ماجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني