السؤال
عمري 15 سنة، ولم أكن أعرف أنني يجب بعد كل مرة أتبول فيها أنه يجب الاستنجاء بعدها، وكنت أعتقد أن هذا الموضوع في التغوط فقط، والآن عرفت أن معنى هذا أن كل صلواتي التي صليتها من غير أن أستنجي باطلة، فهل هي باطلة فعلا؟ وجزاكم الله كل خير.
عمري 15 سنة، ولم أكن أعرف أنني يجب بعد كل مرة أتبول فيها أنه يجب الاستنجاء بعدها، وكنت أعتقد أن هذا الموضوع في التغوط فقط، والآن عرفت أن معنى هذا أن كل صلواتي التي صليتها من غير أن أستنجي باطلة، فهل هي باطلة فعلا؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجمهور العلماء يرون شرطية اجتناب النجاسة لصحة الصلاة، لكن الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه إلى أن من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا لم تلزمه الإعادة، كما بيناه في الفتوى: 125226
وعلى هذا القول فإنه لا يلزمك إعادة شيء من هذه الصلوات، ويسعك تقليده، والأخذ به. وفيما يستقبل حافظ على الطهارة واحرص على الاستنجاء من البول واعلم أن ترك التنزه والاستبراء من البول محرم بل عده كثير من أهل العلم من الكبائر ومنهم الذهبي رحمه الله، فعن ابن عباس قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ سَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». رواه النسائي وأصله في البخاري.
قال الصنعاني في سبل السلام: ثم أخبر أن عذاب أحدهما لأنه كان لا يتنزه من البول أو لأنه لا يستتر من بوله من الاستتار أي لا يجعل بينه وبين بوله ساترا يمنعه عن الملامسة له أو لأنه لا يستبرئ من الاستبراء أو لأنه لا يتوقاه وكلها ألفاظ واردة في الروايات والكل مفيد لتحريم ملامسة البول وعدم التحرز منه. انتهى
وعن أبي هريرة مرفوعا: استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: صححه ابن خزيمة وغيره، وروى ابن خزيمة وصححه من حديث أبي هريرة مرفوعا: أكثر عذاب القبر من البول.
وهذا كله يدلُ على خطورة أمر التنزه من البول، وضرر ترك الاستبراء منه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني