الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوت على أولادي بجهل، هل تقبل توبتي ويعفو الله عني؟

السؤال

أنا متزوجة، وعندي طفلتان. زوجي طيب جدا، ومحترم، ولم يعرف غيري قبل الزواج، ولا أنا عرفت غيره. هو الرجل الوحيد بحياتي، ولكن للأسف الشديد كنا على علاقة قبل الزواج، ربنا يغفر لنا، تبنا عنها، وأنا ندمت أشد الندم. هي كانت علاقة فيها تجاوزات كبيرة جدا، ولكن لم تصل إلى حد الزنا. أذكر أني وقتها كنت خائفة من عقاب ربنا، وكنت أخشى أن عقاب ربنا لي يكون في حرماني من الزواج به، فكنت أقول في سري: يا رب لو عاقبتني فعاقبني بأي شيء، إلا بحرماني من الزواج به، حتى لو عاقبتني بأولادي. المهم يا رب لا تعاقبني فيه، وكان هذا غباء مني، وجهل مني؛ لأنه كان يمكن أن أطلب السماح من ربنا بدل العقاب (كنت موقنة من العقاب؛ لشدة إحساسي بالذنب)، ولم أكن أعلم بقدر نعمة الأبناء. جهل شديد في الدعاء.أنا الآن كبرت، وتبت إلى الله، وأطلب المغفرة منه، وأطلب أن ربنا يسامحني، ويحفظ لي أولادي، ولا يوجع قلبي عليهم، ولا يعاقبني فيهم، فهل يقبل الله توبتي، ويستجيب دعائي، ويسامحني على ما دعوت سابقا؛ لأني كنت في جهل، أم من الممكن أن تكون الدعوة استجيبت، وسوف تتحقق؟ مع العلم أني دعوت بهذا مرة واحدة في سري، ولم تكن بعد صلاة، أو أثناء صلاة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن العبد مهما أذنب، ثم تاب توبة صحيحة؛ فإن الله يقبل توبته، بل ويفرح بها، قال -تعالى-: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. و قال -تعالى-: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}. وقد ذكرنا شروط التوبة في الفتوى: 53431

ولا يمكن الجزم بقبول توبة شخص معين؛ لعدم التحقق من وقوع شروط التوبة، كما أرادها الله -تعالى- وراجعي الفتوى: 458350

فأخلصي التوبة لله -تعالى- مما سبق، وسليه العافية من البلاء، وأن يحفظك، ويحفظ أولادك، وهو -تعالى- لا يخيب من دعاه بصدق. وراجعي للفائدة الفتوى: 367828

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني