الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يُحَسِّن الإنسانُ أخلاقَه بعد الكِبَر؟

السؤال

أنا فتاة بلغت من العمر 18 عاما، وأرى من خلال قراءتي لكتاب فيه بيان لحقوق الأبناء على آبائهم والعكس: أن والديَّ لم يحسنا تربيتي، وأرى ذلك في نفسي.
فقد كانا يضربانني على أتفه الأسباب في طفولتي، وتعلمت عادة الضرب منهما، ولا أعلم كيف أتخلص منها، فأنا لا أستطيع التحكم بالغضب أحيانا، وأضرب إخوتي الأصغر.
وكانا يكرران علي أني كاذبة في كل شيء حتى أصبح الكذب طبعا لي، وعندما بلغت لم تعلمني أمي الاغتسال الشرعي، ولم أكن أعلم به لمدة عام ونصف.
فهل أنا محاسبة على صلاتي في تلك المدة؟
وكيف لي أن أحسن أخلاقي وأربي نفسي من جديد، وأتحلى بمحاسن الأخلاق؟
وجزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك عند جماهير العلماء قضاء صلوات المدة المذكورة، ويرى بعض أهل العلم عدم وجوب القضاء عليك لكونك معذورة بالجهل، وقول الجمهور أحوط. وراجعي الفتوى: 422233

واستعيني بالله، وتوكلي عليه في مجاهدة نفسك وتزكيتها، والتخلق بالأخلاق الكريمة؛ فإن الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين.

ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ..وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ.

وفي شعب الإيمان عن أبي الدرداء قال: إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه، ومن يتوقى الشر يوقه.

واحرصي على مصاحبة الصالحات ذوات الخلق الحسن، واسعي في تعلم ما يلزمك تعلمه مما يتعلق بطهارتك وصلاتك وغير ذلك مما أوجبه الله عليك. وأكثري من دعاء الله أن يهديك لأحسن الأخلاق ويصرف عنك سيئها.

وللفائدة راجعي قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني