السؤال
أقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات القراء المشهورين ذوي الأصوات الجميلة من الإنترنت؛ لإكمال تلاوة القرآن الكريم بالكامل بأصواتهم.
ولكن -للأسف- يخطئ الذكاء الاصطناعي في نطق بعض الحروف.
فما حكم نشر تلك التلاوات على الإنترنت، مع العلم أنني أنبِّه في بدايتها أنها على سبيل التجربة وأن فيها أخطاء؟
هل هذا التنبيه كافٍ أو لا يجوز نشرها حتى مع التنبيه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز استخدام التقنية في استحداث تلاوات فيها أخطاء في نطق الحروف، والواجب حفظ حرمة القرآن العظيم، وصيانة كتاب الله -سبحانه- عن مثل هذا.
والتنبيه على وجود أخطاء لا يكفي، ولا يبيح هذا العمل.
وفتح مثل هذه الباب يفضي إلى انتشار التلاوات المحرفة المليئة بالأخطاء.
وهناك مصاحف كاملة منتشرة لعشرات القراء المتقنين، تُغني وتَكفي.
فعلى المسلم الحذر من الجُرأة على حرمة كتاب الله من أجل هوس الإتيان بالجديد، والمباهاة بالسبق إلى استخدام التقنية.
قال ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر: ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها.
والناس في ذلك بين محسن مأجور، ومسيء آثم، أو معذور.
فمن قدر على تصحيح كلام الله -تعالى- باللفظ الصحيح العربي الفصيح وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح استغناء بنفسه، واستبدادا برأيه وحدسه، واتكالا على ما ألف من حفظه، واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه؛ فإنه مقصر بلا شك، وآثم بلا ريب، وغاش بلا مرية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم. اهـ.
والله أعلم.