السؤال
كنت أعمل محاسبا في إحدى شركات القطاع الخاص منذ عامين، و كنت قد عينت في هذه الشركة عن طريق مسئول المبيعات والإنتاج، وكانت له صلاحيات كثيرة في هذه الشركة، وكانت تجمعني به معرفة عمل في شركة سابقة، وبعد فترة من العمل في هذه الشركة حدثت خلافات كبيرة بينه وبين صاحب الشركة، فأخبرني أنه سوف يترك العمل في هذه الشركة، وسوف يفتح مصنعا جديدا خاصا به، وأنه سيحتاجني معه محاسبا في مصنعه الجديد، وطلب مني أن لا أخبر صاحب المصنع بما يخطط له، وكان قد طلب مني في بداية الأمر مساعدته في عملية اختلاس عن طريق تخفيض أرصدة الزبائن الخاصة به، معاقبة لصاحب المصنع بأنه لا يعطيه حقه، وبأنه صاحب الفضل على صاحب المصنع من ناحية، ومن جهة أخرى بأنه سيستفيد بهذا المال في فتح المصنع الجديد، فرفضت في بادئ الأمر، وأخبرته بحرمة ذلك شرعا، وأنه لا يجوز أن يفعل ذلك، أو أن يبدأ بمشروعه بمال حرام، وأن تربيتي، وديني لا يسمحان لي بذلك، ولكنه مع ازدياد المشاكل بينه وبين صاحب المصنع عاود وأصر، وقال لي بأنه صاحب الفضل علي، وأنه ساعدني في هذه الوظيفة، خاصة أنني جلست فترة عاطلا قبل الذهاب إلى هذه الوظيفة، ومع إصراره الشديد على طلبه ضعفت أمام إصراره، وأغواني الشيطان، فقمت بتنفيذ مطالبه من الاختلاس من أرصدة الزبائن، ثم قام هو بتحصليها لصالحه بدلا من إدخالها خزينة الشركة، ولم آخذ منها جنيها واحدا، أو أدخله بيتي، وأشعر بندم شديد، ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا لا أملك قيمة المبلغ الذي اختلسه مسؤول المبيعات لصالحه، لأقوم برده لصاحب الشركة.... وكنت أرفض تماما ما حدث، ولا أستطيع أن أخبر صاحب الشركة بما فعلت، مع العلم أنني تركت العمل عند صاحب الشركة الآن، وأعمل لدى مسؤول المبيعات بمصنعه الجديد، ووالله أشعر بخوف شديد من عقاب الله يوم القيامة على ما فعلت في حق العباد، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أفيدوني.
وجزاكم الله خيرا.