السؤال
هل يجوز للإنسان المسلم أن يكتب وصية يطلب فيها من ابنه أن يدعو له بعد وفاته بالرحمة والمغفرة، في يوم معلوم كل عام.
جزاكم الله كل خير.
هل يجوز للإنسان المسلم أن يكتب وصية يطلب فيها من ابنه أن يدعو له بعد وفاته بالرحمة والمغفرة، في يوم معلوم كل عام.
جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في مثل هذه الوصية من ناحية العموم، فهي موافقة لما ثبت في الأمر الرباني للأبناء بالترحم على الوالدين الوارد في قول الله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 24}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم وغيره.
وروى أبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث مالك بن ربيعة الساعدي قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله؛ هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما.
وقال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود: الصلاة عليهما: أي الدعاء، ومنه صلاة الجنازة، قاله القارئ.
وفي فتح الودود: والمراد بها الترحم.
والاستغفار لهما: أي طلب المغفرة لهما، وهو تخصيص بعد التعميم. اهـ.
وأما تخصيص يوم معلوم: فإن كان من الأيام الفاضلة التي هي مظنة إجابة الدعاء كيوم عرفة ويوم الجمعة فلا حرج، وإلا فلا ننصح بتخصيص يوم معين، ويكفي أن يوصيه بالدعاء من غير تحديد.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني