السؤال
أريد حلاً في حالتي النفسية التي تكاد أن تقتلني ولا شيء في الدنيا يسعدني، أو يفرحني، ممكن أن أكون مقصراً مع الله أو مقصرا في حق نفسي، ولكن دائماً أشعر بأن من حولي لا يحبني ولا يحب لي الخير.. تعبت تعبت أفيدوني؟ جزاكم الله خيرا.
أريد حلاً في حالتي النفسية التي تكاد أن تقتلني ولا شيء في الدنيا يسعدني، أو يفرحني، ممكن أن أكون مقصراً مع الله أو مقصرا في حق نفسي، ولكن دائماً أشعر بأن من حولي لا يحبني ولا يحب لي الخير.. تعبت تعبت أفيدوني؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أن الحياة الطيبة السعيدة إنما تحصل بالإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97]، وفي المقابل إنما يتحصل بالإعراض عن الإيمان وعن ذكر الله حياة الضنك والضيق، قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]، فجاهد نفسك في طاعة الله، والتزم ما فرضه عليك، وارض بقضائه وقدره.
وفي الحديث: فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي بسند صحيح، وإن كنت قد قصرت أو أذنبت فإن باب التوبة مفتوح، والله عز وجل يحب توبة العبد ويفرح بها، وأما الشعور بعدم حب الناس وأنهم لا يحبون لك الخير، فاعلم أن الناس يحبون من يعاملهم المعاملة الحسنة ومن يحسن إليهم كما قيل: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وقول الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
ثم لا يكن همك أن يحبك الناس بل ليكن همك أن يحبك الله ويرضى عنك، قال العلماء: رضا الله مأمور به ومقدور عليه، ورضا الناس ليس مأموراً به ولا مقدوراً عليه، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: رضا الناس غاية لا تدرك.
بيد أنك إن أرضيت الله ولو بسخط الناس رضي الله عنك وأرضى عنك الناس، وأن أرضيت الناس بسخط الله سخط الله عليك وأسخط عليك الناس، كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي عن عائشة.
وإننا لنوصي الأخ السائل بقراءة كتاب (لا تحزن) لفضيلة الشيخ عائض القرني ففيه إن شاء الله علاج وراحة للنفس.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني