السؤال
هل الشكوى للرسول عليه الصلاة والسلام من الظالم يدخل فيه دعاء غير الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشكوى المجردة عن الطلب والسؤال ليست من الدعاء، ولكن لا تشرع الشكوى لأحد بعد موته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري: ولا يشرع لأحد أن يقول لميت: سل الله لي، أو ادع لي، ولا يشرع لهم أن يشكوا إلى ميت؛ فيقول أحدهم مشتكياً إليه: عليَّ دينٌ، أو آذاني فلان، أو قد نزل بها العدو، أو أنا مريض، أو أنا خائف، ونحو ذلك من الشكاوى، سواء كان هذا السائل عند قبر الميت، أو كان بعيداً منه، وسواء كان الميت نبياً، أو غيره. اهـ.
وقال أيضا -كما في مجموع الفتاوى: وأما الميت من الأنبياء، والصالحين، وغيرهم، فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا، ولا: اسأل لنا ربك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد فيه حديث، بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر -رضي الله عنه- استسقى بالعباس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون، ولم يجيؤوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلين: يا رسول الله ادع الله لنا، واستسق لنا، ونحن نشكو إليك مما أصابنا، ونحو ذلك، لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط، بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى: 187225.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني