السؤال
عمري: 23 عامًا، عزباء، والداي منفصلان منذ سنوات، وأسكن مع أمي، وأخي، وأمي هي المعيلة لنا في المأكل، والمشرب، والمسكن، أما بقية أموري، فأنا أؤمنها لنفسي -بفضل من الله- وأتواصل مع أبي، وأزوره كل فترة، لكنه لا ينفق علي، وأنا الآن على مشارف الانتهاء من بكالوريوس التمريض، وأثناء التعليم كنت أعمل كطالبة في المستشفى بمعاش متوسط، علمًا أن عملي كانت تتخلله ورديات في كل الأوقات، والآن أستطيع -بإذن الله- العمل في المستشفى بمعاش أفضل كممرضة، لكن أخي يعارض ذلك، ويريدني أن أعمل بنصف وظيفة في المراكز، وهنالك فارق كبير في المعاش، وفرص التقدم بين المستشفى والمراكز -لصالح المستشفى- في البداية قال: إنه لا يجوز للمرأة العودة في الليل، وأن الأمر خطر، ثم قال بعدها: إنه لا يريد أن أكمل تعليمي، والآن يصرّح أن المرأة لا يجب أن تتقدم على الرجل، وتكسب الكثير من المال، زاعمًا أن النساء اللواتي يتقدمن في الدرجة العلمية، ويكسبن المال، لا يتزوجن إحصائيًا، ويقول: إنني مؤيدة للحركة النسوية، وهذا غير صحيح، فأنا أرغب في الزواج، وإنجاب الأطفال، ولكن لا يوجد من تقدم لي، فعمر الزواج قد تأخر في البلد عندنا، وهذا ليس حالي فقط، وليس الخطأ مني -كما يدعي- وأخي ترك تعليمه حديثًا، ولا يريد أن يعمل كأجير، بل يريد أن يصمم شيئاً عظيمًا، وهو يشتغل عليه الآن من المنزل، وأنا أعلم أن أخي غير متزن، ومتطرف في رأيه -بإجماع كل من سمع رأيه- وبدليل أنه هو من نصحني بالتمريض بداية، وقد عملت سابقًا في ساعات متأخرة، ولم يكن لديه اعتراض؛ لذلك لجأت لأبي، وقد أيدني بقوة في البداية، لكن أخي قوي اللسان، حيث أقنعه برأيه الذي ذكرته سابقًا، وقال لأبي: إن وافق لي على هذا العمل؛ فليتحمل مسؤوليتي، وأبي خمسيني، يثقل همه بسرعة، مع العلم أن هذه أمور وهمية، فأنا لست فتاة طائشة، وأخي غليظ اللسان، وعنيف في التعامل، وأنا لا أحادثه مؤخرًا أبدًا، وأود التنويه إلى أن أمي تعمل براتب قليل، ولا تستطيع أن تنفق وحدها على المنزل، وهو يطلب من أمي أن تقلل مصروفها على نفسها، وهكذا نستطيع أن نعيش، ويقول لها: إنها أنانية؛ لأنها تريد أن ترتاح على معاشي، وأمي ليست كذلك أبدًا، فهي من أفنت حياتها لأجلنا، وتنفق علينا منذ سنين، والآن يحق لها كامل الحق أن تستفيد من الثروة التي تعبت عليها، وهذا لا يزعجني أبدًا، أشعر أن أخي يظلمني، لذلك أحتاج الإرشاد من ذوي العلم والحكمة.
وجزاكم الله كل خير.