السؤال
تقول السائلة: اختلفت أنا وزوجي في مسألة، وهي: أمر الرجل زوجته بكبيرة من وجهة نظرها؛ فامتنعت بإذنه، مع أن الامتناع من وجهة نظره يؤدي إلى كبيرة أخرى. وبعد ذلك قال الزوج: حتى وإن كانت هذه هي المسألة، فيجب عليك أن تطيعيني، وبعد طاعتك تبحثين هل هي فعلا كبيرة أو لا؟
وهذا هو الجزء الأول من السؤال: هل كلام الزوج صحيح، ويجب على الزوجة طاعته في هذه الحالة؟
ملاحظة: الزوجان مستواهما في العلم الشرعي متقارب، ففي بعض المسائل تصيب الزوجة، وفي البعض الآخر يصيب الزوج؛ لأنهما لا يزالان يطلبان العلم، ولا يوجد طرف ملم بجميع المسائل.
وتوضيح المسألة المختلف فيها بينهما كالآتي: استيقظ الزوجان، وكلاهما جنب، ولم يبق على الشروق إلا وقت قليل، وكان الماء باردا جدا، ووسائل تسخينه كانت منقطعة في ذلك اليوم؛ فلم يتحملا الغسل بالماء البارد. فنوى الزوج الطهارة، وحاول أن يأخذ من الماء بيده ليغمر جسده، لكن لم يستطع أن يبلل جسده بالكامل بسبب البرد، ثم صلى. وقال للزوجة: يكفيك أن تتوضئي -لعلمه أن صحابيا صلى بالناس وهو جنب لشدة برودة الماء، ولم يعتب عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-. فامتنعت الزوجة؛ لعلمها أن من صلى وهو جنب بوضوء فقط مع إمكانية الغسل متعمدا، فقد فعل كبيرة. واستأذنته أن تذهب لبيت أهلها -والمسافة لا تستغرق أكثر من 4 دقائق- وتغتسل عندهم؛ فوافق، ولكن في هذه اللحظة كان قد بقي على الشروق 11 دقيقة. وأثناء استعداد الزوجة للذهاب، ظل الزوج يتحدث عن أنها كان يمكنها أن تتوضأ وتصلي؛ لأنها هكذا يستحيل أن تصلي في الموعد -وخروج الصلاة عن وقتها هي الكبيرة التي يقصدها-، وأنه يظن أن الأفضل أن تتوضأ وتصلي، ثم تذهب لأهلها لتغتسل وتعيد الصلاة، لكن كانت هذه الكلمات والزوجة عند الباب، فقال لها: حسنا، اذهبي. وصلَت الزوجة، وصلَّت في الموعد.
الجزء الثاني من السؤال هو: هل أخطأت الزوجة؟ وهل فعلا من شدة أهمية الصلاة في الوقت تسقط الطهارة الكاملة في بعض الأحيان؟