السؤال
أنا طبيب في ألمانيا، وكما تعلمون أيام الدوام في هذا البلد تشمل الجمعة، وبسبب طبيعة الدوام لا أستطيع الصلاة جماعة، أو في المسجد، ويوجد أيام جمعة قليلة لا أعمل فيها، ولكن الوصول إلى مسجد قريب مني يحتاج إلى أكثر من ساعتين ـ وأعيش في الوقت الحالي في قرية ـ فهل أعتبر بتركي لفريضة الجمعة آثما؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صلاة الجمعة شعيرة عظيمة من شعائر الدين، أنزل الله سورة باسمها في كتابه الكريم، وأخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بعقوبة المتهاون بها من غير عذر بقوله: مَن ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاوُنًا، مِن غيرِ عُذرٍ، طبَعَ اللهُ على قلبِه. رواه أصحاب السنن، وأحمد، وصححه الألباني.
وهذا الوعيد في حق المفرط فيها، وقد وجبت عليه، وأما من لم تتحقق فيه شروط وجوب حضورها كالبعيد عن محل إقامتها، بأن يكون في منطقة نائية خارج المدن، فلا يسمع النداء لها، ويبعد عنها فرسخا فأكثر، فلا تجب عليه الجمعة ولا يأثم بتركها، بل يصليها ظهرا.
وقد اختلف في تحديد مقدار الفرسخ بين ما يزيد على الخمسة كيلومترات، ودون العشرة، ولم تذكر المسافة التي تقطعها لتصلي الجمعة، وهل هي خارج قريتك التي تسكنها؟
والذي يظهر من سؤالك هو بعدك عن محل إقامتها، وعليه فلا تجب عليك لذلك، فالغالب أن الوقت الذي ذكرته في سؤالك ينتقل فيه بين قرى متعددة، ويقطع فيه فراسخ كثيرة لراكب السيارة، ولمزيد فائدة تنظر الفتويان: 116733، 137410.
والله أعلم.