السؤال
كنت أعمل في شركة، وذات يوم أحضرت لهم قليلًا من القهوة من المنزل لتذوّقها، مع العلم أني لا أشربها، فشربوها، ولم يتبقّ إلا القليل جدًّا، وبعدها أزعجوني بموضوعٍ ما، فاسترددت ما تبقى دون إخبار أحد، وعندما افتقدوه ظنوا أنه مسروق، وخجلتُ من الاعتراف.
أعلم أن ما فعلته خطأ، فهل أعدّ سارقًا له؛ لأنه لم يكن في نيتي إلا الاسترجاع؟ وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فطالما أنك أنت من أحضر هذه القهوة، فلا يعدّ أخذك لما بقي منها سرقة.
وغاية ما يمكن قوله: إنه خلاف المروءة؛ وذلك أن إتيانك بها ووضعها في الشركة لينتفع بها الجميع، بما فيهم أنت نفسك، لا يعدّ تمليكًا لأحدٍ بعينه، وإنما هو إباحة للانتفاع بها من زملاء العمل، وفرق بين إباحة الانتفاع والتمليك، جاء في الموسوعة الفقهية: عبارات الفقهاء في المذاهب المختلفة تتفق في أن تصرّف المأذون له في طعام الوليمة قبل وضعه في فمه لا يجوز بغير الأكل، إلا إذا أذن له صاحب الوليمة، أو دلّ عليه عُرِف، أو قرينة؛ وبهذا تفارق الإباحة الهبة والصدقة بأن فيهما تمليكًا. اهـ.
والله أعلم.