السؤال
كنت في مكان عام أنا وابني وزوجتي، ولسبب لا يعلمه إلا الله قمت بحمل ابني الصغيرـ عمره 4 سنوات ـ وأنزلته خلف حاجز ليلتقط لعبته لاعتقادي وجود جدار خلفه، ولكن اتضح بعد ذلك أنها ستارة، ولا توجد أي تحذيرات أو تنبيهات بوجود منطقة خطرة، ولا إجراءات سلامة وحماية في المكان، وسقط ابني، وتوفاه الله، وحزني عليه شديد جدا، وألوم نفسي على ذلك، ولكنني مؤمن بقضاء الله وقدره، وصابر ومحتسب، فهل تعتبر وفاته تقصيرا مني، لأنني أنا المتسبب فيها، ولأنها كانت على يدي؟ أو لماذا كانت على يدي؟ وهل أأثم أو تجب علي الكفارة أو الدية؟.
أفيدوني وأريحوني جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان عليك أن تنظر لتتبين ما خلف تلك الستارة، وإذ قد توفى الله الطفل بسبب ما ذكرت، فعليك الكفارة ـ وهي صيام شهرين متتابعين ـ وعلى عاقلتك الدية لورثته، وأما ما قدره الله وقضاه فأنت غير آثم، لكونك لم تتعمد قتله، فاصبر واحتسب، ولك أجرك على صبرك واحتسابك، وسل الله أن يخلف عليك خيرا، وأن يأجرك في مصيبتك، وردد دائما: إنا لله وإنا إليه راجعون { البقرة: 156}.
واستحضر قول الله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب { الزمر: 10}.
واعلم أن هذا قدر الله تعالى، وأنه لا راد لحكمه سبحانه، نسأل الله أن يأجرك في مصيبتك وأن يخلف لك خيرا منها.
والله أعلم.