السؤال
أود أن أشكركم على مجهوداتكم -بارك الله فيكم-.
أنا شاب أعاني من قلة الثبات على دين الله عز وجل، بل إني أترك بعض الفرائض، وكلما سقطت تبت ورجعت، ولكن سرعان ما أسقط من جديد، وقد مرت عشر سنوات على هذه الحالة، وما يحزّ في نفسي أن عمري يضيع، ولا أدري هل سيقبض الله روحي وأنا على هذه الحالة؟ أرجو منكم أن تعطوني بعض التوجيهات والنصائح؛ لأستعين بها على الثبات.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الهداية، والثبات، ثم اعلم أن من تعرّض لرحمة الله بصدق، نالها، ومن جاهد نفسه مخلصًا، وفّقه الله.
فلا تكفي مجرد النية للاستقامة، بل لا بد من أن تشفعها بعمل جاد، واستقامة حقيقية آخذًا بأسبابها.
ومنها: صحبة الصالحين، وتغيير البيئة التي تحملك على فعل المعصية، وترك الواجب، وتبديلها ببيئة إيمانية صالحة، تعينك على طاعة الله تعالى.
ومنها: دوام الافتقار إلى الله تعالى، والضراعة إليه، ودعاؤه بإخلاص، وصدق أن يثبّتك على دِينه، وألا يزيغ قلبك.
ومنها: مجاهدة النفس بصدق؛ بحيث لا تستسلم لنزغات الشيطان، ولا لتسويلات النفس الأمّارة، واثقًا بأن العون مصاحب للمجاهد، كما قال الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
ومنها: الحفاظ على جملة من النوافل بعد الحفاظ على الفرائض؛ فإن النوافل، والحفاظ عليها سور بينك وبين ترك الواجب، وتضييع الفرض.
ومنها: إدامة قراءة القرآن بتدبّر، وخشوع، وإدامة الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته. واستحضار أنه شديد العقاب، وأنه إذا غضب، لم يقم لغضبه شيء جل وعلا.
ومنها: الفكرة في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، واستحضار أنه لا ينفع المرء بعد موته سوى ما يقدّمه من صالح عمله.
ومنها: البُعد عن كل سبب من شأنه أن يوقعك في المعصية، ويحملك على تضييع الواجب.
ثبتنا الله وإياك على مراضيه.
والله أعلم.